لقد قيل مرات عدة ومنذ سنوات عديدة بأن الأطفال الصحراويين الذين ولدوا أو ترعرعوا في مخيمات تندوف والذين أرسلوا إلى كوبا لمتابعة دراستهم قد كانوا ضحايا العمل القسري بل للاستغلال الجنسي. فالشباب(وأحيانا الصغار) يتم تشغيلهم في حقول قصب السكر أو التبغ بينما يجبر المراهقون على امتهان الدعارة. ........ 3/5 أوضاع الأطفال المرسلين للدراسةفي الخارج والذين يرغمون على العمل أو الدعارة لقد قيل مرات عدة ومنذ سنوات عديدة بأن الأطفال الصحراويين الذين ولدوا أو ترعرعوا في مخيمات تندوف والذين أرسلوا إلى كوبا لمتابعة دراستهم قد كانوا ضحايا العمل القسري بل للاستغلال الجنسي. فالشباب(وأحيانا الصغار) يتم تشغيلهم في حقول قصب السكر أو التبغ بينما يجبر المراهقون على امتهان الدعارة. يعيش حاليا في كوبا أزيد من 5800 طفل ومراهق صحراوي في كوبا، وفي الغالب ضد إرادة آبائهم وتحت ذريعة أنهم يتابعون دراستهم هناك، وبعضهم خضع لعمية تعبئة سياسية أو للتدريب العسكري الإجباري بالرغم من حداثة سنهم.ويذكر العميل الكوبي الأسبق خوان بيباس المشار إليه في الفصول السابقة أن...هذا لم يمنع مئات الصحراويين من السفر إلى كوبا لمتابعة تكوينهم هناك كأطر سياسية، وآخرون كطلبة، بل هناك أطفال كانوا ينتزعون من بين أحضان أسرهم لتدريسهم في جزيرة الشباب(المعروفة سابقا بجزيرة الصنوبر)، ولا أدري إن كان إن كان المرض هو أسوأ ما نتج عن ذلك. أما المسؤول السابق في جبهة البوليساريو حامتي رباني فقد أكد لناإنني إنا شخصيا هو من أطلق سياسة البعثات المنهجية هذه للأطفال الصحراويين إلى ليبيا وكوبا لمتابعة دراستهم عندما كنت مسؤولا عن التعليم في المخيمات في نهاية السبعينات من القرن الماضي، هذاالقرار كان يبرره في تلك الفترة غياب البنيات المناسبة في المخيمات. وحسب رباني، فإن الأطفال قد أرسلوا إلى كوبا في مجموعات من 500 منذ 1976ولقد كان هناك حوالي 2000في كوبا من قبل.ويضيف بأنهمتأكدمن أن عددا من الأطفال قد تم استغلالهم جنسيا في الحقول، ويظهر نوعا من التحفظ حيال الاتهامات بالجبر على امتهان الدعارة لكنه يؤكد بأنه تلقى معلومات عن وجودبعض الحالات التي تدعو إلى التفكير في أن بعض الفتيات الصحراويات كن يمتهن الدعارة في كوبا. لقد قابلنا في المغرب العديد من النساء الشابات اللواتي عشن في مخيمات البوليساريو وتم إرسالهن إلى كوبا للدراسة، وأكدت لنا ثلاثة منهن أنهنأجبرن على ممارسة الدعارة، واحدة في سن 14 سنة، والأخريان في سن .17 ولقد قابلنا أيضا بعض الآباء الذين عاشوا في المخيمات وحرموا من أطفالهم طيلة أكثر من 15 سنة أرسلوا خلالها إلى كوبا منذ بلغوا السابعة من عمرهم لمتابعة الدراسة هناك، ولم يؤكد هؤلاء ما إن كان أبناؤهم قد أرغموا على العمل أو استغلوا جنسيا لكنهم قالوا إن تلك الوضعيةكانت صعبة جدا. وقد أشاروا إلى أن هؤلاء الأطفالكبروا لوحدهم بدون علاقات عائلية لأنه كان ممنوعا من أن يرافقهم أحد أفراد عائلاتهم، وأوضحوا أن الهدف من ذلك كان مزدوجاتعبئة هؤلاء الأطفال بعيدا عن وسطهم العائلي لجعلهم مقاتلين في المستقبلوأيضاإرغام آبائهم على البقاء في المخيمات حتى ولو كانوا غير راغبين في ذلك(تم تجميع هذه الشهادات بالرباط ما بين 2 و10 غشت 2005). نستنتج بأن الشهادات التي حصلنا عليها تؤكد فكرة أن الأطفال الصحراويين الذين أرسلوا إلى كوبا قد تعرضوا للاستغلال اقتصاديا وجنسيا، مع أنه من المستحيل تقدير حجم تلك الممارسات، وتبدو عملية انتزاع الأطفال من أحضان أسرهم لفترات طويلة شبيهة باعتقال رهائن وأن السلطات الكوبية مشاركة في الجريمة. 4/5 الاتهامات بالتشغيل الإجباري: لقد قيل مرات عدة بأن قيادة جبهة البوليساريو تفرض على اللاجئين العمل مجانا من أجل الجبهة أوالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.وقد لاحظت منظمةهيومان رايتش وواتشلحقوق الإنسان عام 1995 في هذا الإطار أنالوضعية في المخيمات يتم وصفها من قبل الصحراويين بنعوت يوتوبية، باعتبار أن كل واحد يعمل بشكل حر(من أجل القضية).ولكن حرية اللائجين محدودة بقيود، فقوى العمل في المخيمات على سبيل المثال في المدارس والمستشفيات والبنياتالحكومية تأتي من المخيمات، ولكن لا أحد يتلقى أجورا على ذلك، وبدلا من ذلك يتلقون تعويضات عينية تتمثل في المؤونة والمسكن واشكال أخرى من الرعاية المخصصة لكل لاجئ. وصرح اللاجئون للمنظمة بأنالبوليساريو لا تملك المال وأنهم متطوعون.وتقول المنظمة بأنهلا يوجد أي دليل على العمل الإجباري، ولكن أحد ممثلي البوليساريو صرح ردا على سؤال هل ممن الممكن أن يرفض أحد الصحراويين العمل قائلا:الجميع يطلب العمل. لقد حصلنا على شهادات تسير في نفس المنحى، وهي لا تسمح باستنتاج أن جبهة البوليساريو تعمارسالعمل القسري، ولكنها تلك الشهادات تكشفتحفيزا قويا على العمل، بوصفه معيارا ذا قيمة وبرهانا على التجند الذي يمنح الحق في الحصول على بعض الامتيازات. في الخلاصة، نعتقد أنه بالرغم من عدم وجود دلائل على أن البوليساريو تمارس العمل القسري فإن مسألة أن يتمتأجيراللاجئين على عملهم بمنحهم المؤونة وبعض المواد الاستهلاكية الممنوحة هي نفسها للبوليساريو من طرف المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي تحت لافتة المساعدة الإنسانية، يعد خرقا واضحا ويشكل انتهاكا للحقوق الأساسية للاجئين.