أعلن المسؤول عن متحف مقبرة نوتردام دو لوريت العسكرية قرب اراس شمال فرنسا ان نحو 148 مدفنا لمسلمين تعرضت للتدنيس وعلق رأس خنزير على احد المقابر، بعد عام على تدنيس 52 منها بكتابات نازية. واستنكر رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي ورئيس حكومته فرنسوا فيون الهجوم ووصفاه ب"العمل البغيض". وقال المسؤول عن المتحف دافيد بارديو لوكالة الصحافة الفرنسية: "لم تتعرض لهذا العمل سوى مدافن مسلمين". واضاف ان نحو مائة دركي حضروا الى المكان صباحا للاطلاع على الوضع فيما حظر الوصول الى الموقع. وقال بارديو معبرا عن استيائه "انه امر غير مقبول وغير معقول" مضيفا "ان المقبرة ليست مغلقة ولا حاجة لشجاعة للمجيء الى هنا" "" وأوضح النائب العام جان بيير فالنسي ان المخربين قاموا بفعلتهم الليلة قبل الماضية وكتبوا جملا مسيئة على جدران المقابر. وأضاف: "أشاروا مباشرة الى الاسلام كما كانت هناك اهانات موجة الى وزيرة العدل (رشيدة داتي وهي ذات أصول مغربية)". واستنكر الرئيس العمل في بيان صدر عن مكتبه في الاليزيه، وقال فيه: "هذا العمل يتصل بعنصرية لا يمكن قبولها ورئيس الجمهورية يشاطر كل الطائفة المسلمة في فرنسا ألمها. لكن هذا العمل الكريه يعتبر ايضا مساسا بذكرى جميع الذين قاتلوا في الحرب العالمية الاولى بمعزل عن طوائفهم". وأكد قصر الاليزيه ان ساركوزي "يود اطلاعه على مجريات التحقيق القضائي الذي يأمل ان يكون سريعا من اجل معاقبة مرتكبي هذا العمل". من جهته، وصف فيون العمل بأنه «عمل مقزز» وقال ان المسؤولين عنه سيتم العثور عليهم. وجاء في بيان صدر عن مكتبه انه "يدين بشدة "هذه الاعمال المثيرة للغضب والتي تهين ذكرى جميع المحاربين القدامى. ان القضاء تسلم القضية ومرتكبو هذه الاعمال سيلاحقون". وقالت جماعة "الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب" ان التدنيس الاخير للمقابر اظهر ان "معاداة الاسلام" تتأصل في فرنسا. وتعتبر مقبرة نوتردام دي لوريت احد اكبر المقابر الفرنسية العسكرية التي ترجع للحرب العالمية الاولى واقيمت على موقع لاحدى المعارك حيث قتل كثير من الجنود الفرنسيين والالمان بين اكتوبر عام 1914 واكتوبر عام 1915. وخلال الحرب العالمية الاولى عبأت فرنسا نحو 600 الف من رعاياها في المستعمرات من بينهم الكثير من المسلمين من الجزائر وتونس، قتل منهم 78 الفا. وقتل 1.2 مليون جندي فرنسي اجمالا خلال الحرب. ويقيم اليوم في فرنسا خمسة ملايين مسلم ما يجعلهم اكبر طائفة مسلمة في اوروبا ويشكلون ثمانية بالمائة من سكان فرنسا. وتأتي اعمال التدنيس هذه بعد نحو عام تحديدا من قيام شبان برسم نقوش نازية وصلبان معقوفة على مقابر مسلمين في نفس المقبرة بأبلين سان نازير. والنخبة السياسية في فرنسا متحدة في ادانتها للتخريب وتدنيس الحرمات. واعتقلت الشرطة شابين يتراوح عمرهما بين 18 و21 عاما وادانتهما بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ. كما حكم على قاصر في السادسة عشرة بالسجن سبعة اشهر منها خمسة اشهر مع وقف التنفيذ