خلف تدنيس ثمانية قبور لجنود مغاربة لقوا حتفهم من أجل تحرير فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية أول أمس الخميس موجة من الاستياء والتنديد في الأوساط الدينية والسياسية والجمعوية الفرنسية. وكان هؤلاء الجنود قد أدوا الخدمة في صفوف الفرقة الثانية للمدرعات للجنرال لوكليرك، الذي كان قد شارك مع الحلفاء في حرب تحرير فرنسا سنة 1944 . وحسب السلطات المحلية، فقد تم تدنيس القبور برموز نازية وعبارات معادية للإسلام والمسلمين ، من بينها الحرف الأول اللاتيني (H) من اسم هتلر . وقد تم اكتشاف هذا العمل العنصري من قبل أحد سكان المنطقة ، وهو الأمر الذي أدى برئيس بلدية " مونجوا- سان- مارتان " إلى تقديم شكاية ضد مجهول لدى القضاء الفرنسي ، كما فتحت النيابة العامة بأرفانش تحقيقا في النازلة . وذكر بيان لقصر الإليزي أن "رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي أعرب عن استيائه عقب تدنيس قبور ثمانية جنود مغاربة بمقبرة قرية مونجوا- سان- مارتان. وأضاف البيان أن "رئيس الدولة يدين بحزم كبير هذا العمل العنصري الشنيع ويطلب من مصالح الشرطة والعدالة بالقيام بكل ما يلزم من أجل إيجاد مرتكبي هذا العمل الذي لا يمكن وصفه ومعاقبتهم بشدة". من جهة أخرى أعربت فعاليات مسلمة عن استيائها وتذمرها من مثل هذه السلوكات التي تقوض جهود الدولة الفرنسية في بث روح التعايش والانسجام الاجتماعي بين كل الديانات ، و عبرت الجالية المسلمة في فرنسا عن صدمتها من جراء هذا العمل الذي وصفته أقوال ممثليها بالجبن . ويأتي هذا الحادث في سياق الأعمال العنصرية التي تنسب إلى أشخاص منتمين لتنظيم محظور في فرنسا أطلق على نفسه إسم " النازيون الجدد " حيث أقدم هؤلاء خلال السنة الماضية على تدنيس مقابر 148 جندي حاربوا في صفوف القوات الفرنسية في الحرب العالمية الأولى. وقال مسؤولون إنه تم تعليق رأس خنزير على قبر أحد الشهداء كما كتبت عبارات فيها إهانات للإسلام ولوزيرة العدل الفرنسية السابقة " رشيدة داتي " . كما قام رجلان في أبريل من عام 2007 ، بتدنيس 52 مدفنا لمسلمين بكتابات ونقوش نازية مثل الصليب المعقوف ، وقد تم اعتقالهما والحكم عليهما بالسجن لمدة عام على كل منهما. ورغم ماتعرفه قبور المسلمين في فرنسا من هجوم عنصري ، فإن المسؤولين بهذا البلد لا يتوانون في توفير الفضاءات المناسبة لإقامة قبور مناسبة للمسلمين ، حيث عملت أخيرا بلدية ستراسبورغ على إنشاء مقبرة للمسلمين تخضع للتدبير العمومي .