استنادا إلى مصادر إعلامية وأمنية فرنسية، قامت جماعات نازية متطرفة وأخرى يمينية معادية للإسلام برش صباغات حائطية وكتابة عبارات مسيئة على نحو 500 قبر من قبور المسلمين في جهة نور با دو كالي بألبان سان نازير بمقبرة نوتردام دو لوريت شمال فرنسا ليلة الأحد والاثنين الأخير. هذا، وأدان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هذه الاعتداءات ووصفها بأنها «هجمات عنصرية»، فيما دعا الوزير الفرنسي لشؤون قدامى المحاربين، جون ماري بوكيل، إلى فرض أشد العقوبات على مرتكبي هذه الاعتداءات التي بدأت الشرطة الفرنسية التحقيق في ملابساتها. وفي تصريح لوسائل الإعلام الفرنسية ووكالات الأنباء العالمية، قال جون بيار فالانسي، المدعي العام للجمهورية في فرنسا من مدينة آراس شمالي فرنسا: «إن مجهولين قاموا بتدنيس حوالي 500 قبر بأحرف أو صلبان معقوفة التي ترمز إلى النازية، وهذا يشبه عمليات التدنيس السابقة التي وقعت في أبريل الماضي»، مضيفا أن «هذا العمل الدنيء تعبير عن عنصرية مقيتة ضد الأقلية المسلمة في فرنسا»، داعيا في الآن نفسه إلى «التعرف بسرعة على الفاعلين وإدانتهم بقسوة». وبينما التحريات الأولية للأمن والدرك وفرقة الأبحاث الخاصة الفرنسية مستمرة على مقابر المسلمين، تم اكتشاف اسم رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية من أصل مغربي فوق عدد من القبور، مع عبارات عنصرية مسيئة إليها وإلى العرب والمسلمين عموما. وذكرت وكالة «رويترز» الدولية للأنباء أن المئات من شواهد القبور في الجزء الخاص بالمسلمين في مقبرة عسكرية فرنسية قد تعرضت للتشويه، حيث رسمت رموز نازية عليها باستخدام الرذاذ الملون يوم الاثنين الذي يوافق أول أيام عيد الأضحى في ثالث اعتداء من نوعه يتعرض الموقع له في أقل من عامين. من جهته، طالب الوزير الأول الفرنسي السابق، جون بيير رافاران، خلال مقابلة له مع إذاعة «أوروب 1»، بضرورة الكف عن مطاردة وزيرة العدل رشيدة داتي، وقال في هذا الصدد: «إنها بنت استثنائية، تم بعثها إلى النار للقيام بإصلاحات مهمة في قطاع العدل». وأضاف رافاران في ذات المقابلة: «أرى أنه ليس من العدل أن نواجه ونحارب جميع مبادراتها ومواقفها، وأعتقد جازما أن الأغلبية تعارض وتطارد وتهاجم رشيدة داتي بسبب شخصيتها وليس على سياستها»، على حد قوله.