استنكر أمين الأزرق، القنصل العام للمغرب بمدينة ليل شمال فرنسا، يوم الأحد 6 أبريل 2008، تدنيس 148 من مقابر للمسلمين بمقبرة نوتردام دولوريت العسكرية قرب أراس، وقال الأزرق، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه عبّر للسلطات المحلية الفرنسية عن استيائه وشجبه لهذا الفعل الذي وصفه بـالشنيع. جاء ذلك عقب إعلان الشرطة الفرنسية أن مخربين دنسوا 148 مقبرة في القطاع الذي يخص المسلمين، بالقرب من شمال فرنسا وعلقوا رأس خنزير على شاهد قبر، وذلك بعد قرابة عام من تدنيس 52 قبرا بالقسم المخصص للمسلمين بالمقبرة نفسها، والذي كان قد تم تلويثه برموز نازية وصلبان معقوفة. تم على إثرها إدانة شابين يبلغان من العمر18 و21 سنة بسنتين سجنا، واستفاد أحدهما من وقف التنفيذ إلى جانب مراهق في 16 من العمر، تمت إدانته بـ7 أشهر سجنا منها 5 أشهر ونصف مع وقف التنفيذ. وتعد هذه المقبرة أكبر مقبرة عسكرية فرنسية، حيث دفن فيها العديد من الجنود المسلمين الذين حاربوا سنة 1915 ضد الإحتلال الألماني، والذين يقارب عددهم 23000 جثمان جندي من مختلف الجنسيات. وقد خلف الاعتداء ردود فعل مستنكرة، إذ وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عملية التدنيس بـالفعل الدنيء، وأكد قصر الإليزيه، في بيان بهذا الخصوص، أن هذا العمل ينبع من عنصرية غير مقبولة على الإطلاق، وأن رئيس الجمهورية يشاطر مسلمي فرنسا ألمهم. كما أوضحت رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية، من أصول مغاربية، والتي تمت الإشارة إليها بالإهانة، في بيان مواز، أنها طلبت من مدعي الجمهورية بالآراس، العمل على تحديد هوية مرتكبي هذا الفعل الشنيع، وإنزال أقصى العقوبات في حقهم.وقال دليل أبو بكر عميد مسجد باريس الكبير ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، تعقيبا على الحادث إن ارتفاع موجة معاداة الإسلام بفرنسا وأوروبا أضحى أمرا مقلقا. داعيا إلى اعتماد ما أسماه مكافحة وقائية. وصرخ قائلا هذا كثير، معربا عن أسفه لعدم توفر حماية كافية للجالية المسلمة بفرنسا وأوروبا، ضد الاعتداءات المعادية للإسلام من بينها الرسومات الكاريكاتورية المسيئة أو فيلم النائب الهولندي الذي يدعو إلى الكراهية العنصرية.ويرى محللون أن معاداة الإسلام في فرنسا التي تجلت من خلال تدنيس148 قبرا ليلة السبت الأحد، أو من خلال رفض مشاركة طفل في التاسعة من العمر في لعبة تلفزيونية لمجرد أنه يسمى إسلام، تبقى آفة تطرح مشكلا ليس فقط على المستوى القانوني، بل أيضا مشكلا ذا بعد مجتمعاتي. وتتخلص قضية الطفل المذكور في رفض مشاركته في حصة ألعاب تلفزيونية التي تبثها قناة غولي الموجهة للأطفال بسبب اسمه. وقد نقلت الوقائع وسائل إعلام فرنسية منها أسبوعية لافي. و كان إسلام علاوشيش، من عشاق هذا البرنامج التلفزيوني، قد قدم ترشيحه عبر شبكة الإنترنت للمشاركة في الحصة. وفي الوقت الذي أبلغته القناة بأن ترشحه قد حظي بالقبول تقدم الطفل يوم 16 فبراير إلى مقر انجلز للإنتاج، مرفوقا بوالدته فرحا حيث تقول أم إسلام أنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة وهي تسمع مسؤولة الحصة تقول أن ترشح ولدها قد تم إلغاؤه في الأخير متحججة بأن إطلاق إسم إسلام على طفل مماثل لارتداء البنت للحجاب.