هددت جبهةُ البوليساريو الانفصالية أخيرا المغربَ بالعودة إلى الحرب ضده لأنها لم تتخلَّ يوما عن ما تسميه خيار "الكفاح المسلح"، حيث صرح خطري أدوه رئيس ما يُدعى ب "البرلمان الصحراوي" لدى زيارته الأخيرة إلى الجزائر بأن "جبهة البوليساريو لن تنتظر طويلا للعودة إلى الكفاح المسلح ضد المغرب". ودليل استعداد البوليساريو للحرب ضد المغرب، يضيف المسؤول في الجبهة الانفصالية، هو أنها "لم تُسرّح جنودها ولم تُسلِّم أسلحتها"، قبل أن يؤكد بأن "آفاق الكفاح الوطني مفتوحة على كل الخيارات خاصة في ظل السياق الإقليمي والعربي الذي يشجع على ذلك"، وفق تعبير خطري. الحسيني: التهديد بالحرب فُقاعات سياسية وللتعليق على هذه التهديدات "القديمة الجديدة" من البوليساريو، قال الدكتور تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الرباط، إن تهديدات جبهة البوليساريو برفع السلاح ضد المغرب غالبا ما ترد على لسان قيادييها كلما ظهرت في الأفق مستجدات معينة في قضية الصحراء لا تراها البوليساريو بعين الرضا، أو حين يتضح للجزائر إمكانية توظيف مثل تلك التهديدات في تحريك إدارة ملف الصحراء على مستوى الأممالمتحدة وباقي الأطراف المتصلة بالقضية. ولفت الحسيني، في تصريحات عبر الهاتف لهسبريس، إلى أن الإشكال المطروح حاليا هو هل سيُقْدم الأمين العام للأمم المتحدة على إيجاد خلف لمبعوثه إلى الصحراء كريستوفر روس أم سيتشبث بهذا الشخص، مشيرا إلى أن الإبقاء عليه يعد سابقة خطيرة في مسار الأممالمتحدة بالنسبة لتدبير النزاعات الدولية في العالم. وأفاد الخبير في العلاقات الدولية بأن الجزائر لا تريد أن تتحمل وزر القطيعة في المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة، كما أن البوليساريو تأخذ الحذر من أن تتورط أكثر في أعمال إرهابية دولية، مشيرا إلى أنه عندما يحدث شيء من ذلك تنطلق فقاعات التهديد بما تسميه الجبهة الانفصالية "الكفاح المسلح" ضد المغرب. وزاد الحسيني بأن أي تورط في أعمال حربية لجبهة البوليساريو ضد المغرب تؤشر على تواجد الجزائر خلفها، مستدلا بأحداث أمغالا التي تبعد عن مدينة العيون ب220 كلم ، حيث كان من ضمن الأسرى حينئذ جنود وضباط جزائريون، وبالتالي فكل تهديد بالحرب يظل محسوبا على الجزائر باعتبار أن الحدود تجمع بين بلدين لهما سيادة، وهما المغرب والجزائر. واسترسل المتحدث بأن الجزائر تريد أن تلعب بشكل "ماكر" عندما تترك وجود البوليساريو في المنطقة العازلة، التي أقرتها الأممالمتحدة وباقي الأطراف المعنية لتفادي الاصطدام المباشر بين الطرفين، وذلك للانطلاق نحو الحدود المغربية دون أن تتحمل أي الجزائر مسؤولية استضافتها فوق التراب الجزائري. وزاد الحسيني، في ختام تصريحاته لهسبريس، بأنه إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود الحائط الرملي بالمنطقة، والمُزوَّد بأحدث الآليات التكنولوجية، فإن هناك استحالة لقيام فرق انتحارية من جبهة البوليساريو باختراق الجدار.