الطالبي العلمي يرد على بركة: "ليس هناك 18 مستوردا وإنما 100 مستثمر في مجال استيراد الأغنام والمبلغ لا يصل إلى مليار و300 وإنما 300 مليون"    رقمنة الإستفادة من تعويضات العلاج ل"CNSS".. هذه هي الخطوات الجديدة التي يجب اتباعها من قبل المؤمن لهم    المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة يواصل تحضيراته تأهبا لمواجهة أوغندا    توقعات أحوال الطقس لليوم السبت    توقيف شاب متورط في التحريض على اقتحام سياج المدينة المحتلة    ارتفاع الدرهم مقابل الدولار    الصين تدعو لتعاون عالمي رابح – رابح في مجال العلوم والتكنولوجيا    مسيرة تدعم الفلسطينيين في الرباط    إسرائيل تقتل 25 شخصا بقطاع غزة    العلمي: "ديون الضمان" ملف مصطنع .. ولا علاقة لحزب الأحرار ب"جود"    العلمي: لم أتلق ردا من المحكمة الدستورية بخصوص انسحاب الUMT من التصويت على قانون الإضراب    الصين تعتمد مخططا للتحول الرقمي للصناعة الخفيفة    حصيلة الزلزال في بورما تتجاوز ألف قتيل    تحذير طبي.. خطأ شائع في تناول الأدوية قد يزيد خطر الوفاة    معنينو يكشف "وثيقة سرية" عن مخاوف الاستعمار من "وطنيّة محمد الخامس"    عدم صرف الدعم الاجتماعي للأسر يثير تساؤلات مع حلول عيد الفطر    المعارضة بجماعة الجديدة تطالب بإدراج نقاط تتعلق بوضعية النظافة والصحة والثقافة في دورة ماي 2025    لائحة الشركات التي تقدمت للإستفادة من الدعم المخصص لأضاحي العيد العام الماضي    الرميد يرد على لشكر: مهاجمة حماس وتجاهل إسرائيل سقوط أخلاقي وتصهين مرفوض    الساسي يُقيم مشروع المسطرة الجنائية    المغرب التطواني يعبر لدور ثمن نهائي كأس العرش    المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بطنجة تُعلن عن أماكن إقامة صلاة عيد الفطر لعام 1446    وفاة شاب في أصيلة في ظروف مؤلمة.. والمعطيات الأولية تشير إلى اضطرابات نفسية    الوداد يتأهل إلى ثمن كأس العرش    أوراق من برلين.. أوقات العزلة المعاصرة: اكتشاف الشعور الكوني    ترجمة "نساء الفراولة" إلى العربية    نقابات تطالب بحماية الموظفين خلال عملية توزيع الأعلاف.. وإشادة بمجهودات المديرة الإقليمية لوزارة الفلاحة بطنجة    حلويات "الفرّانْ" تتراجع بشفشاون    الأمم المتحدة: مقتل 830 فلسطينيا في غزة خلال 8 أيام بينهم 496 امرأة وطفلا    تحويلات مغاربة الخارج تتجاوز 17.8 مليار درهم وتراجع طفيف في الاستثمارات بالخارج مقابل ارتفاع قوي في تدفقات الاستثمارات الأجنبية بالمغرب    عبد الرحيم.. نموذج مشرف للأمانة يعيد عشرة ملايين سنتيم إلى صاحبها في سوق إنزكان .    العامل المنصوري يبشر بمشروع "مدينة الترفيه والتنشيط" لتطوير إقليم تطوان وخلق فرص للشغل    تألق ليلة القدر في رمضانيات طنجة الكبرى: روحانية، تراث وتكريم لذوي الهمم    رحلة رمضانية في أعماق النفس البشرية    محكمة الاستئناف ببرشلونة تبرئ اللاعب ألفيس من تهمة الاعتداء الجنسي    الديوان الملكي يعلن عن ثلاث تعيينات جديدة    عمرو خالد: هذه تفاصيل يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. مشاهد مؤثرة ووصايا خالدة    رفع الإيقاف عن مهدي بنعطية    شهر رمضان.. وكالة بيت مال القدس الشريف تقدم حصيلة حملة المساعدة الإنسانية في القدس    144 قتيلا جراء الزلزال في ميانمار    بخصوص ما قاله الكاتب الأول عن فلسطين الآن!    مستقبل الدولي المغربي سفيان أمرابط بات على المحك … !    دنيا بوطازوت تنسحب من تقديم "لالة العروسة" بعد أربع سنوات من النجاح    بورقية وبوعياش وبلكوش .. الديوان الملكي يعلن عن تعيينات جديدة    إسبانيا تعلن عن ملف مشترك مع المغرب والبرتغال لتنظيم بطولة عالمية جديدة    السعيدية.. تسليط الضوء على الندوة الدولية حول تطوير الريكبي الإفريقي    العجز التجاري للمغرب يقفز إلى 50.7 مليار درهم عند متم فبراير    وزارة الداخلية.. إغلاق 531 محلا ومصادرة 239 طنا من المنتجات غير القانونية    العرض ماقبل الأول لفيلم «مايفراند» للمخرج رؤوف الصباحي بسينما ميغاراما    رامز جلال في رمضان والكاميرا الخفية المغربية .. مقلب في الضيوف أم في المشاهد؟    مباريات كرة القدم للتأهل إلى المونديال إصابة أكرد تدمي قلب مشجع ستيني    عودة أسطورة الطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي في عرض يعد بالكثير    باحثون يكتشفون رابطا بين السكري واضطرابات المزاج ومرض ألزهايمر    كرة القدم لعبة لكنها ليست بلا عواقب..    سكان المغرب وموريتانيا أول من سيشاهد الكسوف الجزئي للشمس السبت    "الرزيزة" .. خيوط عجين ذهبية تزين موائد ساكنة القصر الكبير    رسالة إلى تونس الخضراء... ما أضعف ذاكرتك عزيزتي    السعودية تحين الشروط الصحية لموسم الحج 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرأة في ميزان العلمانية
نشر في هسبريس يوم 09 - 06 - 2012


بسم الله الرحمن الرحيم
أدت العلمانية بمفاهيمها المتناقضة والخاطئة إلى شقاء وتعاسة الإنسان الغربي وخاصة في عقائده وحياته الشخصية والاجتماعية ، وسنسلط الأضواء على واقع المرأة الغربية لنقتنع بأن هناك فارق كبير بين الشعارات والأهداف التي تقول العلمانية أنها تسعى لتحقيقها للمرأة وبين واقع المرأة الغربية حيث الشقاء والتعاسة والقلق والخوف والوحدة والتعب، وذلك لأن المبادئ العلمانية خاطئة ، ولا توصل للأهداف التي تعلنها فهي مبادئ صنعها الجهل، ولم يصنعها العلم.
عداد متعاطين المخدرات في الدول الغربية هي الأعلى في العالم وغالباً ما يكون الفرق شاسعاً في النسب عندما نقارنها بالدول الإسلامية في أغلب الإحصائيات الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعنوسة والاغتصاب والمخدرات والأبناء غير الشرعيين والسرقات ... الخ
ومن المهم أن نذكر أن المعاناة النفسية هي المنبع الأكبر لشقاء البشر وأنه ليس بالماديات وحدها يسعد الإنسان أو يشقى فأسرة فقيرة مترابطة سعيدة أرقى مليون مرة من أسرة غنية مفككة تعسة.
* عمل المرأة :
يعمل الإنسان رجلاً كان أو امرأة بهدف الحصول على أجر ليعيش منه، وهناك حاجة لأن تعمل المرأة في كثير من المجتمعات سواء في مجال الزراعة أو التعليم أو الطب أو غير ذلك ، وهذا شيء معروف ولم تخترعه العلمانية ، ولكن العلمانية الغربية أقنعت المرأة الغربية أنه يجب عليها أن تعمل، وأن تعتبر دورها في الأسرة دوراً ثانوياً بل غير مهم، فالأولوية لعملها خارج المنزل، ونجد المرأة الغربية المتزوجة والعازبة تخرج في الصباح الباكر لتواجه برودة الطقس وازدحام المواصلات، لتعمل في وظيفة لمدة ثمان ساعات مرهقة، وتواجه العمل بمزاياه وعيوبه لتعود في آخر اليوم متعبة لتجد المرأة المتزوجة زوجها متعباً أيضاً، وأطفالها بحاجة إلى رعاية واهتمام وجهد وطعام، وهي بالتأكيد ليست قادرة نفسياً ولا جسدياً على إنجاز حتى بعض هذه الأعمال مما يعني أن مسؤولياتها تضاعفت فهي تقاتل على جبهتين أحدهما خارج المنزل والثانية داخل المنزل مما يجعلها متوترة، لأنها تحس بتقصيرها في منزلها، أما واجباتها في العمل فإنها تؤديها بكفاءة لأن الفصل هو العقاب لو قصرت، حتى لو كان الزوج قادراً على تحمل تكاليف الأسرة المالية فإن خوف الزوجة من الطلاق لعدم استقرار الأسرة الغربية يجعلها تهتم كثيراً بمستقبلها وتطورها الوظيفي، أما بالنسبة للمرأة العازبة فهي تعمل حتى تسدد تكاليف معيشتها من سكن ومواصلات ومأكل وملبس ... الخ فعمل المرأة ليس ميزة حقيقة بل عبء ثقيل والدليل أن الأغلبية الساحقة وبالذات من النساء المتزوجات سيتركن العمل إذا أعطي لهن راتب بلا عمل، ولا أدري ما هي المزايا الموجودة في عمل المرأة بائعة تقف الساعات الطوال لتتعامل مع نوعيات مختلفة من البشر، أو سكرتيرة تطبع يومياً عشرات الأوراق أو صحفية تنتقل من مكان إلى آخر وراء المشاكل والهموم، أو مديرة لتسمع شكاوى الموظفين وتتابع إنتاجية العمل وكتبت الممثلة الأمريكية الشهيرة مارلين مونرو قبل انتحارها " احذري المجد، احذري من كل من يخدعك بالأضواء إني أتعس امرأة على هذه الأرض .. لم أستطع أن أكون أما ... إني امرأة أفضل البيت، الحياة العائلية الشريفة على كل شيء " وقالت " إن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة ".
* إنهم يقتلون الحب:
يجهل كثيرون منا أن كلمات مثل الحب والإخلاص والوفاء والتضحية والاستقرار والاستمرار والشوق والاحترام .... الخ بدأت تضعف وتنقرض في الحياة الغربية، فالمعاني الحقيقية لهذه الكلمات نادراً ما تكون موجودة في الحياة الغربية وذلك لأن هذه القيم الرفيعة لا تستطيع أن تعيش في بيئة مشبعة بالفساد الأخلاقي، ألم تقل العلمانية للمرأة وللرجل افعلوا ما شئتم فأنتم أحرار، مما جعلهم يعتبرون ممارسة الجنس جزءاً من الحرية الشخصية، ومن المعروف أن الرجل يزهد في المرأة عاطفياً إذا كانت على علاقة جنسية مع رجل آخر، والمرأة الغربية ذات علاقات جنسية كثيرة ومتنوعة، وهذه الفوضى الجنسية جعلتها رخيصة، ولا يستطيع الحب والوفاء والإخلاص العيش في بيئة كهذه، كما أن التبرج والمثيرات الجنسية تجعل البشر مخدرين جنسياً ومن المعروف أن أخطر أعداء الزواج هو الخيانة الجنسية للزوج أوللزوجة مما يؤدي للكراهية والعداء والجروح والندم، أي هي عملية تهز المشاعر والعواطف هزة عنيفة وقد تدمرها.
والبيئة الغربية تشجع الفساد مما يزيد من نسبة الخيانة الزوجية أو خيانة الصديق لصديقته، وكيف تصدق المرأة رجلاً يقول إنه يحبها وفي نفس الوقت لا يريد أن يتزوجها ولا يريد أن يقطع علاقته بالأخريات، ولا يريد أن يتحمل أية مسؤوليات، ومن المعروف أن الأمور العاطفية هي أمور هامة جداً في حياة كل إنسان، وهذه الأمور أصابها التلف والشقاء في الغرب فلا يخدعكم إعلامهم القوي، وتعمقوا في التأمل والشمولية حتى تقتنعوا بتعاسة الإنسان الغربي.
* ارتفاع نسبة العنوسة:
قد لا يعرف الكثيرون أن نسبة النساء العانسات مرتفعة جداَ في الغرب مقارنة بدول العالم، فالعزوبية هي السائدة، سواء كانت المرأة عانساً أو مطلقة، ومن المعروف أن الإنسان اجتماعي بطبعه يريد أن يعيش ضمن أسرة ويكره الوحدة، وجعلت العلمانية بفسادها الأخلاقي وبأفكارها احتمالات الحصول على زوج احتمالات ضعيفة، وجعلت نسبة الطلاق عندما يحدث الزواج نسبة مرتفعة أي حوالي 50%. وتواجه المرأة العازبة معركة الحياة لوحدها بلا زوج ولا أبناء ولا من يحميها أو يحادثها أو يعتني بها إذا مرضت، وعليها أن تعمل لتدفع إيجار مسكنها وتكاليف معيشتها، وهي تخشى أن يدخل عليها لص أو عدو وتريد طفلاً تلاعبه فلا تراه إلا على شاشة التلفاز، وتشعر بغريزتها الجنسية فلا تعرف طريقاً إلى إشباعها فتعرض نفسها رخيصة للآخرين وقد يرفضها أحدهم فتشعر بالإهانة، وقد تقيم علاقة مع رجل لا تعرف حتى اسمه الحقيقي، تعرفت عليه في الخمارة أو في مكان آخر....
ولننقل الكاميرا إلى مجتمع إسلامي ملتزم بإسلامه حيث نسبة العنوسة متدنية جداً وغالبية النساء يعشن في بيوت أزواجهن، والزواج يعطي المرأة الجنس والأطفال والسكن والمأكل والملبس والاحترام وزوجاً يخدمها في كثير من الأمور، ويشاركها هموم الحياة وطموحاتها، أما المرأة العازبة فهي تعيش في بيت أبويها أو أخيها ضمن أسرة فيها حياة وضحك وأمن وتكاتف ورحمة ... وليس عليها تكاليف مالية، وإذا وجدت فهي قليلة وموزعة بين أكثر من طرف، إن أي امرأة عاقلة ستقتنع بالفرق الهائل بين المجتمعين الإسلامي والغربي، ولكن المرأة الغربية قالت وداعاً للزواج والأبناء والحب والإخلاص والاستمرار والتعاون، فما الفائدة من مال واقتصاد وتكنولوجيا، إذا فقدت المرأة كل ذلك.
* جمال المرأة:
لأن العلمانية لا تعرف الحقائق الفكرية فقد أخطأت في التعامل مع جمال المرأة وحولته إلى شر ونقمة، فتسليط الأضواء العلمانية على جسد المرأة جعل المرأة تضع البيض كله في سلة الجمال الجسدي من خلال المساحيق التجميلية والعطور والملابس المثيرة والرشاقة .....الخ أما الجمال المعنوي من أخلاق وذكاء وعبادة وثقافة وحكمة .... الخ فلا تجد من يهتم بها ويُشجعها ويطورها، ومن المعروف أن نسبة النساء الجميلات محدودة، وأن قدرة أدوات التجميل على اكتساب الجمال محدودة أيضاً كما أن قوة جذب الجمال الأصلي والمكتسب هي مؤقتة وغير قادرة على الاحتفاظ بزوج أو صديق، وإذا أضفنا إلى ذلك أن للجمال تأثير على الرجال، وأن من الصعب مقاومته في أحيان كثيرة، فهذا يعني أن الزوجة الغربية الشابة والجميلة تصبح غير قادرة على المنافسة فلكل جمال جاذبيته، ولهذا تعيش قلقة على زوجها الذي تراه يتعرض إلى مغريات جمالية في العمل والأسواق والحفلات، وهذا يحدث أيضاً مع كل فتاة أو امرأة لها صديق وعرض الجمال بهذه الصورة يجعل الرجال يسعون وراءه، وينتقلون من امرأة إلى أخرى وهو وضع يؤدي إلى الخيانة وإلى كساد سوق نساء كثيرات لقلة نصيبهن من الجمال ومن لم يحصل من الرجال على الجمال النسائي فهو يتألم أو يغضب أو ينتقم، وأصبح الجمال، إذن فتنة ومشكلة في الغرب، وأضر كثيراً من النساء والرجال، والرجل الغربي ممن عنده بقايا من غيرة يرفض أن تظهر امرأته أو أخته أو ابنته في مجلات خليعة ومسابقات الجمال، ومع هذا يعتبر ظهور نساء أخريات نوعاً من الحرية والحضارة وهذا من الكيل بمكيالين والمعايير العلمانية تتحكم فيها الشهوات، وليس العقل والعدل، وباختصار المرأة الغربية تحارب في معركة خاسرة اسمها التنافس بل الصراع الجمالي المفتوح، وكل النساء سيخسرن في هذا السباق حتى أجمل الجميلات، لأن الجمال أشكال وأنواع، ولأن العمر يمضي وهذا وضع يجعل المرأة تعيش في عالم من الغيرة والخوف والحسد والتنافس والصراع، وهذه أمور تتعب النفس والجسد.
أما التعامل الإسلامي مع الجمال فهو يعتبره كالمجوهرات يتم حجبها عن الناس قدر المستطاع، وذلك بالحجاب والحشمة والوقار، وهو من حق الزوج فقط فلماذا يراه الرجال الآخرون ولا نصيب لهم فيه، أليس من الأفضل أن يرى الزوج فقط جمال زوجته لا جمال الآخريات، أن مثل هذا الزوج لن يزهد بزوجته حتى لو كانت عادية في جمالها، ولن يدخل في مقارنات في شكلها ورشاقتها وكلامها وأسلوبها وطبائعها مع الأخريات، وأليس من الأفضل للمجتمع أن يهتم الرجال والنساء بأمور حياتهم وأهدافهم وأعمالهم بدلاً من النظر إلى بعضهم البعض؟.
* المرأة كالرجل:
أقنعت العلمانية النساء أن المساواة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون في كل شيء في السياسة، والعمل، والحياة الاجتماعية، وكل الحقوق، والمشكلة في أن قدرات وصفات المرأة تختلف عن قدرات وصفات الرجل، فالمرأة تغلب عليها العواطف، وهي منبع الحنان والجمال والصبر والحب، وهي أقدر على التعامل مع الأطفال وأكثر صبراً على احتياجاتهم ومشاكلهم ولها اهتمامات خاصة بالملابس والذهب والأثاث .... الخ، في حين أن الرجل أقدر على النجاح في مجالات العمل خارج البيت، وخاصة السياسي والعسكري والتجاري منها وهو أقل رغبة في صرف المال، ويتعامل مع الأمور بقدر أكبر من العقل وقدر أقل من العواطف، ولا ندري أي مزايا للرجل في العمل كجندي يتعرض للأخطار والقتل والأسر والأمراض والجوع والبرد والحر أو أي مزايا في العمل السياسي حيث الصراعات والنفاق والمكر والانقلابات والحسد والاختلاف .... الخ، ولماذا تقول العلمانية أن المرأة مضطهدة؟، ولا تقول إن الرجل كان طوال التاريخ هو وقود الحروب، وهو يعمل كالخادم ويتعرض للأخطار لإحضار الطعام لزوجته وأبنائه، ولماذا لم تحقق العلمانية للمرأة الغربية منصب رئيس الولايات المتحدة أو حتى نائبه خلال قرنين من الحكم العلماني، وإذا وجدت بعض النساء قد نجحن في العمل السياسي فهذه حالات استثنائية لا يقاس عليها، وشوهت العلمانية مكانة المرأة في الإسلام واتهمته بأنه سبب اضطهادها في بعض المجتمعات الإسلامية مع أن هذا الاضطهاد سببه عادات جاهلية أما حقوق ومزايا المرأة في الإسلام فهي كثيرة جداً، فالزوجة المسلمة لا تواجه خيانات زوجية، ولا زوج سكير ولا مخدرات، ولا صراعات ولا مشاحنات بل تجد الحب والاحترام والتعاون والراحة النفسية، ولها حق التعليم ويفتح أمامها مجالات العمل، ولكنه يراعي ظروفها وحياتها الأسرية، ودورها في الحرب موجود ولكن في الخطوط الخلفية، وإذا احتاجها الدين والوطن فتتقدم للخطوط الأمامية، وتعتبر الأم بالنسبة لكل رجل مسلم أهم إنسان في حياته، وتأتي قبل أبيه الرجل ... الخ.
* وضوح الحقائق الفكرية:
العلم الفكري ( الإسلام ) واضح، وهو موجود في القرآن والسنة، فكثير من الحقائق الفكرية الإسلامية معروفة للناس، ولا توجد صعوبة في فهم الإسلام، فهو ليس طلاسم ولا محتكر من قبل علماء الإسلام، ولا توجد طبقة من رجال الدين في الإسلام ، كما أن اللغة العربية لغة واضحة ومفهومة ودقيقة وعلماء الإسلام قد يكون منهم المدرس والتاجر والعامل والسياسي والاقتصادي والطبيب، في حين أن العلمانية لا نجد فيها علماً بل آراء فكرية متناقضة وتجد مصطلحات غامضة وكتباً كثيرة، فلا يوجد مرجع واحد للفكر العلماني، ولا يوجد حتى اتفاق على حقيقة فكرية واحدة قال تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعُروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} (256) سورة البقرة. وظن بعض العلمانيين أن سقوط الاتحاد السوفيتي جعل الفكر السائد في العالم هو الفكر الأمريكي الرأسمالي، وأضافوا إليه وثائق وقرارات هيئة الأمم المتحدة، واعتبروا هذا هو الفكر العصري الصحيح، والذي اتفقت عليه دول العالم، ونقول سيطرة أمريكا هي سيطرة اقتصادية وعسكرية وليست فكرية، فالعقائد الإسلامية والمسيحية والعنصرية والهندوسية والاشتراكية وحتى الشيوعية لا زالت موجودة، أما الغالبية الساحقة من قرارات الأمم المتحدة فهي لا خلاف عليها بين الناس كما لا خلاف على أغلب الأهداف العامة والشعارات الجميلة التي ترفعها أمريكا مثل حرية الإنسان، وحقوق المرأة والديمقراطية وأهمية القطاع الخاص فالخلاف هو من الفكر الذي يحقق هذه الأهداف، هل هو الإسلامي أو العلماني الرأسمالي أو العنصري أو العلماني الاشتراكي أو غير ذلك أو خليط من هذه المبادئ؟.
فما يحدث في العالم اليوم من اهتمام بالشعارات الأمريكية هو متأثر بالواقع وحقائقه الاقتصادية والعسكرية والسياسية وليس سيطرة فكرية، فكثير من السياسيين وجدوا من مصلحتهم ومصلحة دولهم فتح الأبواب للديمقراطية والقطاع الخاص، ليس إيماناً بذلك الفكر العلماني، بل خضوعاً للمصالح والقوة، كما أن اعتبار التجار في الدول النامية أصحاب فكر علماني تصور خاطئ، فالتجار وراء مصالحهم من تجارة وصناعة، وإذا كان الشيوعيون العلمانيون في السابق يعتبرون العمال والفلاحين وجميع الفقراء شيوعيين، فإن العلمانيين أو أغلبهم يخطئون إذا اعتبروا التجار علمانيين أو اعتبروا كل من يشجع القطاع الخاص، أو يطالب بإنصاف المرأة علمانياً، وباختصار فالفكر الإسلامي واضح ومحدد، والفكر العلماني متناقض ومتصارع وغير معروف ومتغي، ففي أمريكا يمكن تغيير أي قانون أو حتى مادة في الدستور بناء على التصويت، فالشذوذ الجنسي يصبح حقاَ وحرية إذا قرر الشعب ذلك، وهذا ما فعلوه، ويصبح خطأ وباطلاً إذا قرر الشعب ذلك فالفكر والحياة العلمانية بعقائدها وقوانينها وأخلاقها وعلاقاتها الاجتماعية متغيرة، في حين أن علماء المسلمين وكل الشعوب الإسلامية غير قادرين على تغيير حقيقة فكرية موجودة في الإسلام فالحقائق الفكرية فوق الجميع، ولا تخضع للتصويت والأهواء والمصالح والحلول الوسط، قال ابن القيم رحمه الله " وعَرّفهم معبدوهم وإلههم أتم تعريف حتى كأنهم يرونه ويشاهدونه بأوصاف كماله ونعوت جلاله، وعرفهم الأنبياء وأممهم وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم حتى كأنهم كانوا بينهم وعرفهم من طرق الخير والشر دقيقها وجليلها.
فإذا أردت أن تعرف الحقائق الفكرية فاقرأ القرآن الكريم وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وكتب العلماء المخلصين الواعين من أمثال الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك ابن القيم والدكتور أحمد كمال أبو المجد والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والدكتور عمر الأشقر وغيرهم، أما بالنسبة للاجتهادات الإسلامية على مدى التاريخ فإن فيها الصواب وفيها الخطأ، ومن الأخطاء التي حدثت التركيز على بعض الجزئيات وتعقيد العلم بمصطلحات فلسفية وصوفية ومذهبية ونحن بحاجة إلى تركيز الجهود الفكرية على القضايا الرئيسة التي تواجه الناس، وتأليف كتب جديدة تستفيد من القرآن والسنة، ومما كتبه علماؤنا الأفاضل، وتتخلص من النظرة الجزئية والجمود الفكري والتشدد والتصوف والتعقيد وغير ذلك، والاتفاق على الحقائق الفكرية يُوحد النظرة العقائدية والسياسية والاجتماعية بين الناس مما يؤدي إلى اتحاد مواقفهم من مختلف القضايا المحلية والعالمية، في حين أن اختلاف العلمانيين يؤدي إلى تفرقهم، فنادراً ما يخرج العلماني من انتماءاته العرقية والوطنية وشهواته ومصالحه ليلتف حول مبادئ محددة، فالفلسطيني العلماني مثلاً يقاتل الإسرائيلي العلماني حتى لو كان الاثنان مخلصين للعلمانية فمواقفهما حددهما مكان ولادتهما، وتأثرهما بالبيئة المحيطة بهما لا بعقولهما، فمن السهل الاتفاق على قضايا كثيرة بين العرب الملتزمين بإسلامهم، لأن الوحدة الفكرية هي أساس البناء والتعاون، أما الاتفاق بين المسلمين والعلمانيين، أو العلمانيين أنفسهم فهي اتفاقات جزئية ومؤقتة وذات فوائد محدودة وهذه الحقيقة الفكرية كثيراً ما غابت عن أهل الإصلاح في الأمة مما أضاع طاقات وجهوداً كبيرة وكثيرة.
* وجوب العلم والعمل والإخلاص:
أخطر أعداء العلم الفكري هو الجهل به، وعدم تطبيقه في الواقع وفي الإسلام اهتمام كبير بطلب العلم، قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} سورة الزمر (9) وقال تعالى: {وقل ربَّ زدني علما} سورة طه (114) فمعرفة الحقائق الفكرية واجب وهناك حد أدنى لا يُقبل أقل منه، فلابد أن تعرف العقائد الصحيحة من صفات الله سبحانه وتعالى، ولماذا خلقك؟ وما تحتاج إليه في حياتك الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعبادية، وذلك من خلال التعليم والقراءة والسؤال، قال تعالى: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} سورة الأنبياء، وأول آية نزلت في القرآن هي قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم....} سورة العلق، أما بالنسبة للعمل فهو ضروري وواجب قال: عليه الصلاة والسلام ( الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ) والمعرفة بدون تطبيق هي معرفة إبليسية، فتحويل الحقائق الفكرية إلى واقع في شتى مجالات الحياة دليل على الاقتناع بها، ويضيف الإسلام إلى العلم والعمل شيئاً هاماً جداً وهو النوايا الصادقة، والإخلاص أي يكون هدفك الأول هو رضى الله سبحانه وتعالى، فالعلم واكتسابه ونشره هدفه كسب رضى الله وليس الشهرة أو مجادلة الآخرين والعمل من زكاة وصدقة وجهاد وقول هدفه رضى الله وهكذا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله.
*بتصرف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.