تعرض لاتهامات بالخيانة بعدما وصف زملاءه بالكلاب "" يشهد الشارع الرياضي المغربي أزمة كروية كبيرة بعدما أدلى اللاعب المغربي عادل رامي الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية، بتصريحات وصف فيها زملاءه في المنتخب ب"الكلاب"، وزاد عليها برفضه اللعب للمتخب الوطني المغربي ، مفضلا اللعب للمنتخب الفرنسي الملقب ب"الديكة".
وتأتي أزمة اللاعب المغربي كحلقة أحدث ضمن مسلسل سعي الرياضيين المغاربة للحصول على جنسية دول أوروبية أو الولاياتالمتحدة، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى تمسك اللاعبين بهويتهم الوطنية. وبدأت أزمة اللاعب المحترف بنادي ليل أحد أندية الدرجة الأولى بالدوري الفرنسي عندما أدلى بتصريحات عقب مباراة فريقه أمام بوردو للبرنامج التلفزيوني "مائة في المائة جيروندان" هاجم فيها زملاءه في المنتخب المغربي بشدة، لدرجة أنه وصفهم ب"الكلاب"، وهو الأمر الذي أدى لدهشة طاقم التصوير بالبرنامج فاضطروا لسحب الميكروفون من أمامه ليتوقف عن الهجوم. وزاد من حدة الموقف، قيام قناة "الرياضية المغربية" بإعادة التصريحات كاملة دون حذف أي كلمة منها؛ وهو ما أثار استياء الجماهير المغربية وزادت من غضبها من الرامي واتهمته بخيانة بلده. في الوقت ذاته، رفض لاعبو المنتخب المغربي الرد على تصريحات اللاعب التي طالتهم، معبرين عن اندهاشهم من هذه التصريحات. ولم تصدر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أي رد فعل حول تصريحات اللاعب، بل إنها قامت بفتح قناة اتصال معه لمعرفة موقفه من الانضمام لصفوف منتخب المغرب قبل مباراته الدولية الودية أمام بلجيكا يوم الأربعاء المقبل، فكان رد اللاعب أن طلب مهلة لتأكيد مكانته مع فريق "ليل" الذي يسعى للخلاص من المراتب المتأخرة والبحث عن مركز مؤهل للمنافسات الأوروبية. ومعروف عن مدرب الفريق الفرنسي كلود بويل أنه غالبًا ما يرفض التعامل مع لاعبين باهتمامات موزعة بين ليل والمنتخب، حيث سبق له أن وضع اللاعب المغربي هشام أبو شروان بين خيارين اللعب للنادي الفرنسي أو الانضمام للمنتخب الوطني في دورة كاس أمم إفريقيا التي أقيمت بمصر عام 2006، وعندما فضل هشام الطرح الثاني تحول إلى زبون دائم لدكة الاحتياطيين. المفاجأة فرنسية لكن المفاجأة الكبيرة بشأن هذه الأزمة لم تخرج من المغرب، بل خرجت من باريس؛ إذ أعلن المدير الفني لمنتخب الديوك تشكيلة لاعبي المنتخب لمبارتيه أمام مالي وبلجيكا يومي 25 و26 مارس الحالي والتي ضمت عادل الرامي في صفوف الفريق الثاني لفرنسا الذي سيواجه مالي، فيما يواجه الفريق الأول منتخب بلجيكا. وفور إعلان منتخب فرنسا عن تشكيلة لاعبيه زادت أجواء الغضب في الشارع الرياضي المغربي، بسبب موقف اللاعب بداية من هجومه على زملائه في منتخب المغرب ومساومته للجمعية الملكية بشأن الانضمام لمنتخب بلاده. وطالبت جماهير كرة القدم المغربية المسؤولين عن الرياضة المغربية بمعاقبة اللاعب بسحب الجنسية المغربية منه، على خلفية ما قام به، حيث وصفه كثير من الجماهير بأنه خائن لوطنه. الهروب إلى الجنسية وفتحت أزمة رامي من جديد ملف التجنيس الرياضي الذي أضحى ظاهرة مغربية، ففي السنوات الأخيرة هرب عشرات الرياضيين من مختلف الألعاب خلال معسكرات أقيمت في بلدان أوروبية والولاياتالمتحدة تمهيدًا لحصولهم على جنسية دولة أخرى تعرض عليهم إغراءات مادية. وكان لاعبان من فريق الرجاء البيضاوي هما آخر اللاعبين الهاربين إلى سويسرا، وهما سعيد فتاح ومحسن ياجور اللذان فضلا البقاء بالديار السويسرية بحثا عن آفاق جديدة لهما. ويعتبر هذان اللاعبان من ركائز الفريق البيضاوي الأخضر وأعمدة الفريق المغربي الأولمبي أيضًا. وأشهر عمليات الهروب الرياضية كان خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في مدينة "ألميريا" بالجنوب الإسباني في شهر يونيو 2005، حيث اختفى 5 من لاعبي منتخب المغرب للكاراتيه خلال الدورة، تم العثور على أحدهم في محطة للقطارات في مدينة برشلونة، بينما كان يستعد للسفر إلى جهة أخرى تبين بعد ذلك أنها إيطاليا. وأفادت تقارير صحفية مغربية غير رسمية أن العدد النهائي للرياضيين المغاربة الهاربين من ألعاب ألميريا وصل إلى 12 رياضيًّا من بعثة بلغ عدد أفرادها 220 فردًا. واستغل عدد من عدائي ألعاب القوى وجودهم في أوروبا لكي يختفوا عن الأنظار، وفي أغلب الأحيان لم يتم العثور عليهم. وفي بداية موسم دوري كرة القدم 2004 - 2005 اختفى عدد من لاعبي "الوداد البيضاوي" خلال معسكر تدريبي في فرنسا، كما هرب 5 لاعبين من فريق "اتحاد طنجة" الذي يلعب في الدوري الممتاز، وذلك خلال معسكر تدريبي للفريق بإسبانيا. كما اختفى 8 لاعبين من فريق "نهضة سطات" لكرة القدم خلال مشاركتهم في دورة ودية بكندا، وهو ما سبّب إحراجًا كبيرًا للاتحاد المغربي لكرة القدم. وتتراوح أعمار هؤلاء الرياضيين في الغالب بين ال20 وال28 عامًا، وهي السن التي يعتبرها الخبراء الرياضيون الأكثر حرجًا في مسيرة الرياضي ماديًّا ونفسيًّا. ولم يقتصر أمر الهروب على اللاعبين فقط، بل إن حكامًا رياضيين ناشئين فضلوا بدورهم البقاء في أوروبا، سواء خلال وجودهم هناك في مناسبات رياضية، أم الهجرة إليها بأي وسيلة بما فيها الهجرة السرية. فيديو عادل رامي يبدي فيه سعادته بانضمامه للمنتخب الفرنسي