أعلنت أبرز القوى الإسلامية المصرية٬ وقوفها إلى جانب مرشح جماعة " الإخوان المسلمين " لرئاسة مصر محمد مرسي٬ في الجولة الثانية (16 و17 يونيو المقبل) من الاقتراع الرئاسي والتي سيواجه فيها٬ حسب نتائج غير رسمية ٬ الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء حسني مبارك إبان ثورة 25 يناير . وكانت القوى الإسلامية المصرية قد انقسمت في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية٬ التي جرت يومي 23 و24 ماي الجاري ٬ بين مؤيد لمحمد مرسي كالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ( سلفية) و"مجلس شورى العلماء" ومناصر لعبد المنعم أبو الفتوح كحزب " النور" السلفي وهيئة الدعوة السلفية والجبهة السلفية والجماعة الإسلامية. فقد أعلن نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب "النور" السلفي٬ ثاني قوة سياسية في البرلمان٬ عن دعم الحزب لمحمد مرسي مرشح حزب "الإخوان المسلمين" لرئاسة الجمهورية في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية. وقال عبر حسابه على " فيس بوك" إن "ثوابتنا تحتم علينا الانحياز إلى جانب الثورة وصاحب التوجه الإسلامي٬ ولن نكون يوما في صف نظام استباح دماء أبناء هذا الشعب.. لا بد أن يسمو الجميع فوق خلافاتهم السياسية في هذا التوقيت الحرج٬ ولنضع جميعا المصلحة الوطنية نصب أعيننا". وخاطب قواعد الحزب بالقول "انفضوا عن أنفسكم غبار القنوط ( بعد هزيمة المرشح المفضل للحزب عبد المنعم أبو الفتوح) واستعدوا لجولة فاصلة". من جهتها أعلنت جمعية " الدعوة السلفية " التي تشكل قاعدة حزب " النور" ٬ عن دعمها " المطلق" لمحمد مرسي و " لإسقاط رجال مبارك " في إشارة إلى أحمد شفيق الذي يعتبره خصومه من رموز النظام السابق. وقال الشيخ ياسر برهامي المتحدث باسم " الدعوة السلفية " في تصريحات لإحدى القنوات الفضائية ٬ إن السلفيين سيدعمون أي مرشح " يواجه الفلول " خاصة إذا كان ينتمي للفكرة الإسلامية معتبرا أن " إعادة نظام مبارك خطر على التيار الإسلامي وعلى الثورة " وأكد الشيخ برهامي دعم " الدعوة السلفية " المطلق لمحمد مرسي في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية و"حشد كافة الطاقات لدفع الشباب لاختياره ". ودعت الجبهة السلفية بدورها إلى دعم محمد مرسي باعتباره " مرشح الثورة في مواجهة الفلول ". وأطلق المكتب الإعلامي للجبهة مبادرة تحت شعار " صوتك لثورتك وليس لطائفتك " دعت الأقباط بالخصوص إلى ما وصفته ب" عدم الانجرار " وراء المرشح الرئاسي أحمد شفيق. وأضاف المكتب الإعلامي للجبهة " إلى كل الطوائف والفصائل الموجودة على الساحة ٬ لا تنحازوا إلا للعدل والحرية حتى ولو على حساب بعض المصالح الخاصة بفصيلكم أو طائفتكم " داعيا إلى التصويت لصالح محمد مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. من جهته قال عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية إن محمد مرسي مرشح "الإخوان المسلمين" لرئاسة الجمهورية هو "مرشح الجماعة الإسلامية أيضا" وفق قرار الجمعية العمومية لمجلس شورى الجماعة. وقال في تصريحات صحافية " نحن أصبحنا أمام مرشح للثورة هو محمد مرسي يمثل تيارا شارك في الثورة وعانى من اضطهاد النظام السابق٬ وممثل آخر للثورة المضادة هو أحمد شفيق" داعيا المصريين إلى أن "يحددوا طريقهم ويختاروا٬ واضعين نصب أعينهم الثورة والشهداء". غير أن محمد مرسي يدرك أنه يحتاج إلى أصوات من خارج التيار الإسلامي لحسم السباق الرئاسي لصالحه ومن ثمة فقد دعت حملته وحزب" الحرية والعدالة " الذي يرأسه٬ القوى السياسية والمرشحين غير المحظوظين في الجولة الأولى٬ خصوصا الناصري حمدين صباحي( المرتبة الثالثة حسب النتائج غير الرسمية ) والقيادي السباق في جماعة " الإخوان المسلمين " عبد المنعم أبو الفتوح ٬ إلى اجتماع مساء أمس٬ لبناء" جبهة وطنية " لقطع الطريق أمام وصول أحمد شفيق إلى رئاسة مصر. وبالرغم من عدم تلبية كل من صباحي وأبو الفتوح للدعوة فإن محمد مرسي وعد عقب الاجتماع بالسعي لجمع كل القوى الوطنية والمرشحين الوطنيين الذين خرجوا من السباق الرئاسي من أجل هدف واحد وقال " نحن متفقون على إسقاط بقايا الفساد وبقايا الديكتاتورية وسوف تسمعون قريبا جدا بأن هناك جبهة وطنية تقف صفا واحدا لإسقاط النظام الفاسد نهائيا ". وشرع مرشح " الإخوان المسلمين " في توجيه رسائل طمأنة إلى القوى السياسية من خارج التيار الإسلامي حيث وعد بأن يكون له أكثر من نائب في حال أصبح رئيسا وبالاستقالة من حزب " الحرية والعدالة " الذي يرأسه حاليا ٬ وبحكومة ائتلافية موسعة.