تعتبر كتابة العمود الأدبي من الكتابات التي ظهرت وبرزت مع ظهور الصحافة المكتوبة . وقد تألقت عدة أسماء في هذا المجال الذي أغنى الحقل الأدبي . و في بلدنا الحبيب أجمل بلد في العالم طبعا. يعود الفضل في ظهور هذا المنتوج كذلك إلى الصحافة المكتوبة . إلا أنه لم يتألق و لم يعرف شعبية واسعة إلا مع حرب الخليج حيث ظهر بوقرفدة و بوصلعة و و و و ... "" و إلى حدود هذا التاريخ لم يكن العمود الأدبي المغربي قد تغلغل في الثقافة الصحافية المغربية . حيث كان ينتظر عودة المهاجر السري المغربي بمذكراته من إسبانيا و مع هذا الأخير و بسبب " شوف تشوف " العمود الأكثر شهرة و الذي بفضله أصبح تقريبا جل المغاربة يعرفون أن بلدهم هو أجمل بلد في العالم . أصبحت كتابة العمود الأدبي موضة الصحافة . و مع ظهور الأنطرنيط و بالضبط مع ظهور التدوين أو البلوغ فقد وجدت الكتابة العمودية حقلا خصبا مع الشباب البالغ- المصدر البلوغ -. هذا بالنسبة للعمود كإنتاج أدبي و إعلامي أما العمود الآخر أي ما نعرفه في لغتنا العامية بالزرواطة فقد التصقت بالعمود الأدبي. فانطلاقا من هذا الفهم أو الفهامة نكون أمام عمودين و كلاهما مرتبط بالآخر . إذن عن طريق العمود الأدبي نسدد مجموعة من الأعمدة أو الزراويط الرمزية طبعا . و منذ نجاح عمود الكاتب المغربي رشيد نيني أو رشيد دورمي فو – من أجل البسط فقط – وإقبال سوق القراء على عموده بادرت مجموعة من محترفي التزرويط إلى إنشاء أعمدة من أجل تسديد الزراويط في هدا الاتجاه أو في اتجاه آخر لكن تبقى مجموعة كبيرة منهم مزروطون لا يرقون إلى كتابة العمود بمواصفات أدبية و هدا لا ينقص من أهميتها كإضافة كمية في هذا المجال . و ربما ما يجهله الكثير من هم هو أن العمود الأدبي لا نسدد من خلاله ضربات لخصومنا فقط لكن قد ينقلب السحر على الساحر و تتعرض إلى حصة من العمود ديال بصاح إما أمام المحاكم أو وسط محطات القطار في واضحة النهار . و هنا يكون المحك إما أن تمضي قدما و تلتصق بالعمود و تدافع عنه و تطوره كآلية أدبية هادفة . أو تتراجع إلى الخلف و حذار فهنا فهم ثالث للعمود حفظنا و حفظكم الله .