أخذ الثنائي المتكون من الإيراني كايهان كالهور والتركي إردال إرزنكان٬ مساء يوم الاثنين٬ رواد منصة شالة في رحلة تغوص في عمق التقاليد الموسيقية لبلاد فارس والأناضول. في انسجام آلتين عريقتين٬ الكامانشي الفارسية والباكلاما التركية٬ أتحف الثنائي المستمعين بأداء ارتجالي خلق جوا موسيقيا متناغما مع جمالية المشهد الطبيعي والتاريخي في موقع شالة الذي يستضيف فنانين عالميين ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان موازين المتواصل إلى غاية 26 ماي. وتصدر آلة الكامانشي الفارسية أنغاما شبيهة بصوت الكمان لكن بنبرة حزينة تحاكي صوت البشر وتستعمل كذلك في الموسيقى التقليدية الأذربيدجانية والأرمينية والأزبكية٬ أما البكلاما٬ فهي آلة وترية عريقة ذائعة الاستعمال في الموسيقى التركية والكردية وبعض دول البلقان. وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ قال كاهور ان الآلتين تكملان بعضهما البعض وتخلقان انسجاما موسيقيا لكونهما يصدران أنغاما من طبقات مختلفة. وأضاف كالهور٬ الذي يعد من بين أبرع العازفين والملحنين الإيرانيين٬ أن فكرة العزف رفقة التركي إرزنكان انبثقت سنة 2004 عندما التقيا في تركيا واتفقا على أداء مقاطع ارتجالية كما كان عليه الحال في التقاليد العتيقة لهذه الموسيقى. بضعة أشهر بعد ذلك٬ سيسجل الثنائي أول ألبوم مشترك لهما "ذا ويند" (الريح)٬ ليجولا العالم بعد ذلك تعريفا بموسيقى بلادهما. ويستوحي كايهان أسماء وألحان موسيقاه وألبوماته من الطبيعة. بهذا الصدد يقول ان الطبيعة بالنسبة له مليئة بالمفاجئات والعظمة والألوان٬ مشبها أدائه الارتجالي مع أردال بالريح التي تهب على السحب لتنحت أشكالا مختلفة. ولا يخفي كايهان٬ السفير المتجول للموسيقى الفارسية٬ ارتباط موسيقاه الشديد بالتصوف الذي يعتبره نمط حياة يلقن منذ الصغر. ويذهب كايهان٬ الذي يزور المغرب لثالث مرة بعد مشاركتين في مهرجان الموسيقى الروحية بفاس٬ إلى اعتبار الموسيقيين فاعلين اجتماعيين دورهم كسر حاجز الجهل بثقافة الآخر. وبدأ كالهور العزف مبكرا إذ التحق في سن الثالثة عشر بالأكسترا الايرانية للاذاعة والتلفزة وبعد الثورة الاسلامية ل1979 سيغادر إلى روما حيث تلقى دروسا في الموسيقى الكلاسيكية الغربية. بعدها اتجه إلى كندا وتخرج من كارلتون كوليج٬ قبل أن يعود إلى طهران٬ التي أصبحت منطلق جولاته عبر العالم.