سارع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران إلى حمل سماعة هاتفه ليتصل بوزيرة العدل في الحكومة البلجيكية "أنيمي تيرتيلبوم"، من أجل محاولة إذابة الجليد الذي قد يكون تراكم على إثر غضبها العارم مما اعتبرته "إهانة" و"تجاهلا" مقصودين من طرف بنكيران لها خلال اجتماع رسمي سابق جمع بينهما في الرباط. وأكد بنكيران، في تصريحات لقناة "مغرب تيفي" الأورو مغاربية، بأنه اتصل هاتفيا يوم أمس الجمعة 27 أبريل بالسيدة تورتيلبوم وزيرة العدل البلجيكية، بهدف تجلية سوء الفهم الذي مفاده أنه تجاهلها خلال اجتماع يوم 11 أبريل مع وفد وزاري بلجيكي رفيع المستوى، ضم وزيرة العدل ذاتها إلى جانب زميلها "ديديي رينديرس" وزير الشؤون الخارجية البلجيكي. ووصف بنكيران اتصاله الهاتفي مع وزيرة العدل الغاضبة بكونه قد مر في أجواء مهذبة ومؤدبة". وأوضحت قناة "مغرب تيفي" بأن بنكيران أكد لوزيرة العدل بأنه لم تكن لديه أدنى نية لتجاهلها أو ازدرائها، كما أبدى لها أسفه من سوء الفهم الذي حصل، قبل أن يشدد على احترامه لها، مقدما اعتذاره إذا كانت قد شعرت بالإهانة، ليتم بذلك إغلاق ملف هذه الحادثة التي كادت تتسبب في مشكلة دبلوماسية كبيرة بين الرباط وبروكسيل. وكانت وزيرة العدل البلجيكية أسرت إلى صحف ووسائل إعلام بلدها أخيرا بأن رئيس الحكومة المغربية قابلها في لقاء قبل أسبوعين ببرودة شديدة، وبأنه اهتم أكثر بوزير الخارجية لأنه رجل، فيما تجاهلها مطلقا ربما لكونه لم يكن ينتظر أن يتم إرسال "وزيرة أنثى" لمقابلته، حيث كان منشغلا بتمرير يده على سبحته التي لم تفارقه طيلة الاجتماع الرسمي. وما زاد من "غضب" وزيرة العدل مزحة تفوه بها بنكيران، حيث قال لوزير الخارجية البلجيكي بأنه "يتقن الفرنسية جيدا فكان من غير المفيد اصطحاب مترجمة معه"، الشيء الذي اعتبرته وزيرة العدل حينها إهانة شخصية في حقها، بينما صرح بنكيران على أنها مزحة بريئة لا يستهدف بها أحدا بعينه.