كشفت صحيفة بلجيكية، أمس الأربعاء 25 أبريل، أن مشكلة دبلوماسية كبيرة كادت تسيء إلى العلاقات بين المغرب وبلجيكا أثناء لقاء استقبل فيه رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بنكيران، يوم 11 أبريل الجاري كلا من "ديديي رينديرس" وزير الشؤون الخارجية، و"أنيمي تيرتيلبوم" وزيرة العدل في الحكومة البلجيكية. والسبب، وفق ما أوردته صحيفة "لا ليبر"، هو الاستقبال البارد الذي واجه به بنكيران المسؤوليْن الحكومييْن خلال اللقاء الرسمي بينهم، حيث إن بنكيران لم يكلف نفسه طيلة اللقاء أن يتوجه بالحديث إلى وزيرة العدل، فقد اقتصر كلامه على مخاطبة وزير الخارجية فقط، وبدا بنكيران كأنه لم يستوعب كيف يُرسل إليه "وزيرة أنثى"، تقول الصحيفة ذاتها. واستطرد المصدر ذاته بأن ما حدث لاحقا خلال اللقاء كان أكبر من الاستقبال البارد، حيث إن بنكيران بادر بالقول مخاطبا وزير الخارجية البلجيكي رينديرس بكونه يتقن الحديث باللغة الفرنسية جيدا، وبالتالي "من غير المفيد اصطحابه لمترجمة معه"، في إشارة إلى وزيرة العدل "أنيمي تيرتيلبوم". كاتب المقال في الصحيفة البلجيكية علق هنا بقوله إن الرسالة واضحة من هذا الكلام الذي تفوه به رئيس الحكومة المغربية، فهو لا يريد الحديث مع امرأة، ووزيرة العدل أصيبت حينها بصدمة.."، بحسب تعبير الكاتب السياسي فابغيس كغوسفيلي. وأردف بأن جميع الملفات الكبرى التي كان من المفترض أن تتناولها وزيرة العدل، من قبيل المساواة بين الجنسين والزواج الإجباري وعودة المحكومين بالسجن إلى بلدانهم الأصلية..، تطرق إليها وزير الخارجية الذي ليست هذه القضايا من اختصاصه كوزير، فيما لم تفارق السبحة يدي بنكيران طيلة اللقاء مع الوزيريْن البلجيكييْن، وفقا لكاتب المقال. وتابعت الصحيفة البلجيكية أنه بعد هذا اللقاء كانت وزير العدل تيرتيلبوم غاضبة، مشيرا إلى أنه لولا حضور وزير الخارجية إلى جانبها ولولا الخشية من التسبب في مشكلة دبلوماسية كبيرة بين بلجيكا والمغرب، لقامت الوزيرة وانسحبت مغادرة الاجتماع المذكور". وخلصت إلى أنه بعد تلك الحادثة بأسبوعين، أفاد الناطق باسم وزيرة العدل البلجيكية بأن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أراد فقط "المزاح" مع المسؤولين البلجكيين، وأنه انتهى به الأمر إلى الاعتذار عن ذلك.