حل قبل أسابيع موسم توالد أشجار النخيل بواحة درعة لتتلوه حاليا عملية التلقيح التي تعد أساسية لإنتاج التمور بشكل متكامل٬ وذلك بعد أن أزهرت هذه الأشجار وتفتحت وتفرعت عنها أعراش صغيرة مكسوة بالبياض والاخضرار ٬ مما يجعل واحات الجنوب الشرقي تبشر بالأمل وبموسم فلاحي واعد . فعكس المناطق الفلاحية الأخرى التي تشهد جفافا ٬ لم تخلف أشجار النخيل هذه السنة الموعد ٬ حيث لوحظ خاصة - بواحة درعة - توالد أشجار النخيل بكثرة وبكثافة ٬ وهو الشيء الذي أدخل الفرحة والبهجة على نفوس مزارعي ومنتجي التمور بالمنطقة . فلا حديث هذه الأيام بالمنطقة إلا عن توالد أشجار النخيل بكثافة ٬ ودخول الطلائع الأولى للبطيخ الأحمر الزاكوري ( الدلاح) إلى الأسواق ٬ وبعض الزراعات المحلية التي لا تستعمل فيها مواد كيماوية ٬ مما يعني أن منطقة الجنوب الشرقي مقبلة على موسم فلاحي مرضي ٬ بالنظر لكون ساكنة المنطقة تعتمد كثيرا في عيشها على المنتوجات الفلاحية المحلية . ونظرا لأهمية هذه المنتوجات خاصة منتوج أشجار النخيل ٬ يتتبع مزارعو ومنتجو هذه الغلة ٬ باهتمام كبير استمرار عملية تفتح العريشات الصغيرة الناتجة عن " انفجارات " تحدث في أجسام - تجود بها رؤوس أشجار النخيل - والتي تدعى محليا " البوقال ". يقول بعض المزارعين المحليين - وهم ينتشون فرحا مقرونا بحمد الله سبحانه وتعالى - إنه بمجرد ذكر اسم " البوقال " بالمنطقة فإن ذلك يثير الانتباه والفضول ٬ لأنه يعني خبرا سارا وطالع يمن على عيش السكان . وأوضحوا أن استمرار عملية توالد أشجار النخيل تؤشر كذلك على بداية مسار ينطلق بتوالد " البوقال " الذي يتحول إلى عريش صغير يتم تلقيحه لينمو بعد ذلك بشكل تدريجي إلى أن يصبح عرشا كبيرا يضم بلحا صغيرا أخضر اللون . ومع اقتراب عملية النضج– يضيفون– يكبر حجم البلح في شهر يوليوز ويتغير لونه إلى الأصفر أو الأحمر حسب أنواع النخيل ٬ فتكتمل عملية النضج بظهور الطلائع الأولى للتمور الجديدة في بداية شهر غشت ٬ فتمتد عملية الجني تدريجيا من شتنبر حتى دجنبر. بيد أن المهم في هذه العملية برمتها– حسب هؤلاء المزارعين - هو وجود مزارعين لهم دراية بنوعية معينة من الأشجار يطلق عليها " الذكور من النخيل " ٬ والتي توفر عريشات تحتوي على مادة بيضاء ٬ يتم قطفها لوضعها اتباعا داخل عريشات أشجار النخيل " الأنثى " ٬ وهو ما يطلق عليه عملية التلقيح . والأهم من كل ذلك وذاك ٬ هو أن كل الأشجار " الأنثى " المتواجدة بمحيط " ذكر " شجر النخيل ٬ لا يتم تلقيحها يدويا ٬ لأنها تحصل مباشرة على تلك المادة البيضاء الضرورية لعملية التلقيح ٬ فقط من خلال هبوب بعض الرياح المعتدلة التي تنقل هذه المادة البيضاء ٬ لتتلقفها عريشات أشجار النخيل الأنثى . وعملية تلقيح أشجار النخيل ٬ في شقيها اليدوي والطبيعي ٬ يعرفها جيدا مزارعو أشجار النخيل بالمنطقة ٬ بل الأكثر من ذلك يعرفون حسب التجربة أن بعض أنواع أشجار النخيل - من قبيل نوع يطلق عليه " أكليد " - لاتحتاج أصلا إلى تلقيح ٬ لأن تلقيحها يضعف بالضرورة بلح الأعراش فيتحول إلى تمور غير صالحة للاستهلاك البشري يطلق عليها محليا " الخسيان ". وبالنظر لقيمة عملية التلقيح بواحة درعة ٬ ما يزال مزارعو أشجار النخيل يقومون بها وهم يرددون عبارات موزونة متوارثة بصوت عال يغلب عليها الطابع الإيقاعي ٬ والتي تشكر الباري تعالى على خيراته ونعمه الكثيرة . إن عملية توالد وتلقيح أشجار النخيل ٬ التي تستمر من مارس حتى ماي حسب المناطق ٬ تشكل - فضلا عن بعدها الفلاحي الصرف - طقسا احتفاليا غالبا ما يقترن بأفراح أخرى ذات طابع اجتماعي ٬ من ذلك على سبيل المثال لا الحصر ٬ هو اقترانه هذه السنة بموجة كبيرة من الأعراس تشهدها المنطقة طيلة شهر أبريل . وحسب هؤلاء المزارعين ٬ فإن بشرى توالد أهم منتوج فلاحي محلي بكثرة ( النخيل ) ووجود مياه تكاد تكون كافية للمنتوجات الفلاحية وقرب تسويق بكثرة البطيخ الأحمر المحلي المتميز بمذاقه وجودته العالية ٬ كل ذلك يشجع على الانخراط في أفراح أخرى ٬ وعلى البقاء بالواحات عوض الهجرة إلى المدن في حالة استمرار فترات الجفاف. بيد أن المهم في هذه العملية برمتها– حسب هؤلاء المزارعين - هو وجود مزارعين لهم دراية بنوعية معينة من الأشجار يطلق عليها " الذكور من النخيل " ٬ والتي توفر عريشات تحتوي على مادة بيضاء ٬ يتم قطفها لوضعها اتباعا داخل عريشات أشجار النخيل " الأنثى " ٬ وهو ما يطلق عليه عملية التلقيح . والأهم من كل ذلك وذاك ٬ هو أن كل الأشجار " الأنثى " المتواجدة بمحيط " ذكر " شجر النخيل ٬ لا يتم تلقيحها يدويا ٬ لأنها تحصل مباشرة على تلك المادة البيضاء الضرورية لعملية التلقيح ٬ فقط من خلال هبوب بعض الرياح المعتدلة التي تنقل هذه المادة البيضاء ٬ لتتلقفها عريشات أشجار النخيل الأنثى . وعملية تلقيح أشجار النخيل ٬ في شقيها اليدوي والطبيعي ٬ يعرفها جيدا مزارعو أشجار النخيل بالمنطقة ٬ بل الأكثر من ذلك يعرفون حسب التجربة أن بعض أنواع أشجار النخيل - من قبيل نوع يطلق عليه " أكليد " - لاتحتاج أصلا إلى تلقيح ٬ لأن تلقيحها يضعف بالضرورة بلح الأعراش فيتحول إلى تمور غير صالحة للاستهلاك البشري يطلق عليها محليا " الخسيان ". وبالنظر لقيمة عملية التلقيح بواحة درعة ٬ ما يزال مزارعو أشجار النخيل يقومون بها وهم يرددون عبارات موزونة متوارثة بصوت عال يغلب عليها الطابع الإيقاعي ٬ والتي تشكر الباري تعالى على خيراته ونعمه الكثيرة . إن عملية توالد وتلقيح أشجار النخيل ٬ التي تستمر من مارس حتى ماي حسب المناطق ٬ تشكل - فضلا عن بعدها الفلاحي الصرف - طقسا احتفاليا غالبا ما يقترن بأفراح أخرى ذات طابع اجتماعي ٬ من ذلك على سبيل المثال لا الحصر ٬ هو اقترانه هذه السنة بموجة كبيرة من الأعراس تشهدها المنطقة طيلة شهر أبريل . وحسب هؤلاء المزارعين ٬ فإن بشرى توالد أهم منتوج فلاحي محلي بكثرة ( النخيل ) ووجود مياه تكاد تكون كافية للمنتوجات الفلاحية وقرب تسويق بكثرة البطيخ الأحمر المحلي المتميز بمذاقه وجودته العالية ٬ كل ذلك يشجع على الانخراط في أفراح أخرى ٬ وعلى البقاء بالواحات عوض الهجرة إلى المدن في حالة استمرار فترات الجفاف.