دعا الكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا٬ الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2010 ٬ الأحد 22 أبريل الجاري بفاس٬ الى العمل على دمقرطة الثقافة حتى لا تظل حكرا على النخبة فقط. وأبرز الكاتب البيروفي الكبير في مداخلة بمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي لجمعية "مون بيلران" الذي تحتضنه العاصمة العلمية من 21 إلى 24 أبريل الجاري٬ تحت شعار "حرية٬ كرامة إنسانية ومجتمع منفتح" ضرورة أن يعكس تدبير الشأن الثقافي جميع تمظهرات المجتمعات وعاداتها وانشغالاتها الحيوية. وقال يوسا في عرض تحت عنوان " التسامح باعتباره قيمة أخلاقية للمجتمع الحر"٬ إن "الثقافة التي نريد العيش فيها هي التي ترتقي بالفكر وتفتح آفاقا جديدة وتنفتح على رؤى خلاقة وواعدة"٬ وليس الثقافة "الخارجة عن النص والمثبطة للفكر والعزائم". ومن جانبه٬ أكد الباحث البيروفي إنريكي سوزا٬ في عرض حول "الإسلام والديمقراطية والمجتمع المنفتح" أن هناك ارتباطا وثيقا بين التقدم التكنولوجي والتغييرات السياسية الجارية ببعض الدول العربية٬ مشيرا إلى أن الشبكات الاجتماعية كان لها دور بارز في توعية الشعوب وتسليط الضوء على مطالبها وانشغالاتها. وبعد أن أكد أن المجتمعات الإسلامية عرفت الديمقراطية ومارستها منذ القدم٬ شأنها في ذلك شأن المجتمعات النصرانية واليهودية٬ كل على طريقته٬ أكد الباحث البيروفي ٬ أنه لا غنى البتة عن الديمقراطية "لبناء دولة القانون والحد من الفساد والاستبداد المستشريين". وقال رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس٬ السرغيني فارسي٬ أن الإسلام دين يدعو إلى التسامح والانفتاح وقبول الآخر والتعايش معه معتبرا أن اتهام البعض للدين الإسلامي بكونه "مصدر كل الشرور ومشتلا للإرهاب باطل ولا أساس له من الصحة". وأضاف رئيس الجامعة أن الدين الإسلامي يشجع التبادل الحر والتجارة والأعمال الخيرة التي تخدم الصالح العام٬ ولا يشكل بأي حال من الأحوال حجر عثرة أمام "قيام مجتمع حر ودولة القانون والحريات وحقوق الإنسان". وكان الاجتماع السنوي لجمعية "مون بيلران" قد افتتح مساء أمس السبت بكلمة للرئيس التشيكي٬ فاكلاف كلاوس٬ أكد فيها أن "السياسات مدعوة لخفض تكاليف الانتقال السياسي والحد٬ قدر الإمكان٬ من الهوة القائمة بين الواقع وانتظارات الشعوب." وحسب المنظمين٬ فإن اختيار المغرب لاحتضان هذه التظاهرة٬ التي تنظم لأول مرة في بلد عربي٬ يأتي "اعترافا بالدور البارز الذي تضطلع به المملكة في التقريب بين الحضارات والثقافات". وتتوخى جمعية " مون بيلران"٬ التي أسسها فريديريش هايك (الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد) سنة 1947٬ استكشاف سبل التوصل إلى فهم أفضل لدور الحرية في أداء المجتمعات البشرية.