فاز الكاتب البيرواني ماريو بارجاس يوسا بجائزة نوبل للآداب عام 2010. ورغم أن الرهانات كانت على أسماء أخرى مثل الأديب الأمريكي كورماك مكارثي أو القاص الكيني نجوجي وا ثيونجو، كان مؤلف "العمة خوليا" هو الذي حظي باختيار الأكاديمية السويدية ليكون أديب نوبل الجديد. عناصر :. --- كان يجب أن يمر عشرون عاما قبل أن يخرج ممثل جديد للآداب الناطقة بالإسبانية ويحمل جائزة نوبل، بعد المكسيكي أوكتافيو باث الذي حصل عليها عام 1990. — - لم يكن بارجاس يوسا هو الممثل الوحيد للأدب الإسباني في قائمة المرشحين لهذا العام لجائزة نوبل حيث كان هناك أيضا الأرجنتيني خوان خيلمان، كمتطلع آخر "دائم" للجائزة، فضلا عن المكسيكي كارلوس فوينتس، والإسبانيين خابيير مارياس وخوان مارسيه والنيكاراجوي إرنستو كاردينال والباراجوائي نستور أماريا والأوروجوائي إدواردو جاليانو. --- وأكد بارجاس يوسا أن هذا التقدير العالمي الرفيع يعد اعترافا بالمكانة التي وصلها أدب أمريكا اللاتينية الذي تحددت ملامح هويته وترسخت عبر السنين. — - يعيش بارجاس يوسا حاليا في نيويورك حيث يحاضر في جامعة برينستون. . يعرف الصحفي والكاتب البيرواني الأشهر ماريو بارجاس يوسا من قدرته على التجديد، فهو يشتهر بكونه أحد المجددين في الرواية الواقعية. وتبرز من بين التكريمات البارزة التي تتراكم على أرففه، جوائز من العالم الناطق بالإسبانية مثل جائزة أمير أستورياس للآداب عام 1986 بالاشتراك مع الإسباني رافائيل لابيسا، و"بلانيتا" عام 1993 عن "الشاويش ليتوما في جبال الأنديز"، وثربانتس عام 1994. — - بعد عشرين عاما. كان يجب أن يمر عشرون عاما قبل أن يخرج ممثل جديد للآداب الناطقة بالإسبانية ويحمل جائزة نوبل، بعد المكسيكي أوكتافيو باث الذي حصل عليها عام 1990. فكل عام، تذكر الأكاديمية بأنها تمنح الجوائز لأدباء، وليس لآداب أو بلدان. وكان السبب في حصول مؤلف "المدينة والكلاب" على هذه الجائزة، وفقا للأكاديمية، هو قدرته على "رسم هياكل السلطة، وصوره الراسخة للمقاومة والثورة وهزيمة الفرد". وفي أول تصريح له نقله عنه رئيس لجنة تحكيم جائزة نوبل للآداب، بيتر إنجلوند، قال بارجاس يوسا إنه يشعر "بغبطة وحماس" بعد فوزه بالجائزة. وكان حصول بارجاس يوسا على الجائزة بمثابة المفاجأة له، وتلقى الخبر في نيويورك حيث يحاضر في جامعة برينستون، وكان صباح يوم الخميس الموافق السابع من أكتوبر/تشرين أول عام 2010 عندما "استيقظ في الخامسة صباحا" من أجل الإعداد لمحاضرة جديدة، وفي هذه الأثناء تلقى اتصالا من إنجلوند الذي اخبره بفوزه بنوبل للآداب. وقال يوسا حول اللحظات التي أعقبت معرفته بحصوله على الجائزة، خلال تصريحات صحفية من نيويورك : "عندما اتصلوا بي من الأكاديمية السويدية لإبلاغي بالخبر ظننت في البداية أن الأمر مجرد مزحة، ولم آخذ الأمر على محمل الجد". وتابع "تذكرت الموقف الذي تعرض له الأديب الإيطالي الكبير ألبرتو مورافيا عندما اتصلوا به وأخبروه بنبأ حصوله على جائزة نوبل، وصدق وبدأ يحتفل ويعلن النبأ واتضح بعد ذلك أنها كانت مجرد مزحة". وأضاف يوسا "قلت لزوجتى باتريثيا على الفور، إذا كان الأمر مجرد مزحة فمن الأفضل ألا نخبر أحد بذلك ولا حتى أبناءنا، ولكن الأمر كان مفاجأة لي بكل المقاييس". وقال الأديب البيرواني "عندما تلقيت الاتصال من الأكاديمية كنت أطالع كتاب الروائي الكوبي العظيم رائد الواقعية السحرية أليخو كاربنتييه (مملكة هذا العالم)، حين وجدت زوجتي تقترب من مكتبي وبيدها الهاتف، وفي البداية توجست خشية أن يكون نبأ سيء، ولكن كانت المفاجأة". كما أكد الأديب الروائي البيرواني أن "هذه الجائزة تمثل اعترافا باللغة الإسبانية وأدب أمريكا اللاتينية". واعتبر يوسا ان "الجائزة ليست اعترافا بقيمتي ككاتب فقط، بل بقيمة اللغة الإسبانية التي أكتب بها ومكانة أدب أمريكا اللاتينية، الذي يتميز بالحيوية والإبداع"، وان هذا التقدير العالمي الرفيع يعد اعترافا بالمكانة التي وصلها أدب أمريكا اللاتينية الذي تحددت ملامح هويته وترسخت عبر السنين. ولم يكن بارجاس يوسا هو الممثل الوحيد للأدب الأسباني في قائمة المرشحين لهذا العام، فكان هناك أيضا الأرجنتيني خوان خيلمان، كمرشح آخر "دائم" للجائزة، فضلا عن المكسيكي كارلوس فوينتس، والإسبانيين خابيير مارياس وخوان مارسيه والنيكاراجوي إرنستو كاردينال والباراجوائي نستور أماريا والأوروجوائي إدواردو جاليانو. وتبلغ قيمة الجائزة عشرة ملايين كرونة سويدية (1.5 مليون دولار)، ومن المقرر ان تقام مراسم تسليم نوبل في العاشر من ديسمبر/كانون أول المقبل، بالتزامن مع ذكرى وفاة مؤسسها ألفريد نوبل. وسيحضر يوسا مراسم تسليم الجائزة في ستوكهولم، ووفقا لتقاليد جوائز نوبل سيكون الحائز على الجائزة في فرع الآداب هو المسئول عن إلقاء كلمة باسم جميع الفائزين. — - الأصول. ولد بارجاس يوسا في 28 مارس/آذار عام 1936 في مدينة أريكيبا البيروانية وهو يحمل الجنسية الإسبانية أيضا. قضى طفولته إلى جانب عائلة والدته، خارج البلاد، حيث كان والداه قد انفصلا بعد قليل من مولده. بدأ الطفل الوحيد وهو لم يكد يتم عامه الأول رحلته حول العالم، وانتقل مع والدته إلى مدينة كوتشابامبا البوليفية، حيث كان جده قد ذهب للعمل كقنصل. وتركت علاقته مع أسرته ولاسيما والده، الذي استعاد علاقة الزواج مع والدته، أثرها عليه وخلفت طابعها في باكورة إنتاجه الأدبي. ولم يكن زواجه الأول عام 1955 بخوليا أوركيدي، شقيقة زوجة خاله المطلقة التي كانت تكبره بعشرة أعوام، قبل أن ينفصل عنها عام 1964، بأقل أثرا في حياته وفي أعماله. وقد توفيت أوركيدي في مارس/آذار 2010. وبدافع عشقه للصحافة، عمل في صحيفتي "لاكرونيكا" و"لاإندوستريا". وفي عام 1959 سافر إلى باريس، حيث عمل في قسم الخدمة الإسبانية بوكالة "فرانس برس" قبل أن ينتقل فيما بعد إلى التليفزيون الفرنسي. — - الجوائز. وفي عام 1975 ، اختير يوسا عضوا في الأكاديمية البيروانية للغات وكذلك في الأكاديمية الإسبانية للغات، حيث كان أول لاتيني يحظى بمقعد في تلك المؤسسة العريقة بعد اختياره عام 1994 وإلقائه كلمة عن الكاتب الإسباني الشهير أثورين عام 1996. كما اقتحم يوسا عالم السياسة ودخل في مواجهة مع الرئيس البيرواني ألان جارثيا بسبب مشروع قانون تأميم قطاع المصارف عام 1987 ، كما وقف إلى جانب كتلة "الجبهة الديمقراطية المحافظة" التي خاض عنها دون أن يوفق الانتخابات الرئاسية مرتين، الأولى في عام 1988، عندما تعرضت الطائرة التي كانت تقله لهجوم فاشل، و الثانية عام 1990. وتعج مسيرة يوسا بجوائز مثل : جائزة ليوبولدو آلاس عن القصة القصيرة "الرؤساء" (1959)، وجائزتي المكتبة القصيرة والنقد الإسباني عن "المدينة والكلاب" (1963)، وجوائز النقد الإسباني والوطنية للرواية في بيرو ورومولو جاييجوس من معهد الثقافة والفنون الجميلة في فنزويلا عن "المنزل الأخضر" (1967)، ورامون جودو لايانا للصحافة (1978-1979) عن "الحرية والنقد". كما حصل على جائزة المعهد الإيطالي اللاتيني (1980) عن "العمة خوليا"، وبابلو إجليسياس للأدب (1981) عن "حرب نهاية العالم"، وجائزة هيمنجواي (1985)، وجائزة "خيروسالين" (1995)، وماريانو كابيا للصحافة (1997)، وجائزة منينديث بيلايو الدولية (1999)، وكتاب العام من جمعية الناشرين في مدريد (2001) عن "حفل التيس"، وميدالية الشرف من بيرو (2001). وطالما دافع بارجاس يوسا عن فكرة التعايش والتسامح، حتى انه كان يؤكد أن "مجتمعا مشبعا بالأدب والخيال سيكون أقل بربرية بكثير من مجتمع ليس كذلك"، و أن الخيال يساعد على فتح رؤية جديدة على الواقع، ويقودنا إلى التسامح، وإلى استيعاب ما لا يأتي من نفس وسطنا المحيط، فهو "يخرجنا من البيئة محدودة الأفق"، على حد قوله. وقدم يوسا مؤخرا في باريس معرضا بعنوان "الحرية والحياة"، وومازال المعرض مفتوحا حتى الآن، حيث يمثل إيجازا لمسيرته، وكان قد قدمه من قبل في معرض جوادالاخار للكتاب بالمكسيك، وعرض لأول مرة في المركز الثقافي للجامعة الكاثوليكية في بيرو. ويتضمن المعرض صورا فوتوغرافية واستشهادات وأجزاء من رواياته ومقالاته، وكذلك رسائل إلى كتاب آخرين، وعناصر رئيسية للكشف عن حياته وعمق إبداعاته. وعن آخر أعماله، أكد يوسا أن مقالا بعنوان "حضارة العرض" سيكون أول أعماله التي تنشر بعد الفوز بالجائزة، كما من المنتظر أن تصل آخر رواياته التي تحمل اسم "حلم الكلتي" الى الاسواق في الثالث من الشهر المقبل، وكان قد كتبها خلال ما يقرب من العامين، وتدور أحداثها خلال القرن ال19 وأوائل القرن العشرين في الكونغو والأمازون وأيرلندا وألمانيا. (إفي).وكالة الأنباء الإسبانية (إفي). قسم الريبورتاج. أنخيلا سيجورا/صلاح سيد. ص س/ ر س/ف ع بارجاس يوسا يتفحص مجموعة من الصور في 24 فبراير/شباط 2010 ، في "دار الأدب البيرواني" في ليما، حيث تفقد المكتبة التي حملت اسمه. مدريد، 15/4/2010 : العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس يعانق الأديب البيرواني ماريو بارجاس يوسا ويمزح معه، بعد حصوله على جائزة دون كيخوته الدولية الثانية، برعاية مجموعة "بريسا" واتحاد البلديات، إلى جانب الرئيسة الفلبينية السابقة جلوريا ماكاباجال بقصر "ثارثويلا" الحاكم. (إفي)/إيميلو نارانخو سانتاندير، 20/6/2008 : الأديب البيرواني ماريو بارجاس يوسا في مقابلة مع (إفي) بمقاطعة كانتابريا، حيث حاضر في يوميات عالمية للأدب بجامعة مينيديث بلايو، تحت عنوان "دروس ومعلمون". (إفي)/ألبرتو أخا كانتابريا، 16/8/2008 : الكتاب خابيير مارياس وماريو بارجاس يوسا وأرتورو بيريث ريبيريتي، بعد كلمتهم أمام الملتقى العالمي الثاني للأدب الإسباني "دروس ومعلمون"، الذي نظمته جامعة مينيديث بلايو. (إفي)/استيبان كوبو. جوادالاخارا (المكسيك)، 4/12/2009 (إفي) : الأديب البيرواني ماريو بارجاس يوسا يتحدث خلال افتتاح معرض "الحرية والحياة"، حول مسيرته الأدبية خلال معرض جوادالاخارا المكسيكي للكتاب. (إفي)/توناتيوه فيجيروا