في إطار الاحتفاء بذكرى ميلاد الشاعرة الكبيرة غابرييلا ميسترال في الشيلي لهذه السنة، نظم مركز محمد السادس لحوار الحضارات يوم الثلاثاء 17 أبريل 2012 بمدينة كوكيمبو حيث يوجد مقره الحاضن لمعلمة المسجد، نشاطا ثقافيا بالصالون الثقافي لإعدادية "برناردو أوهيخينس" وسط حضور فعاليات ثقافية للمدينة وأساتذة وتلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية. انطلق النشاظ الثقافي بعزف على الناي أداه ثلاثة تلاميذ بمشاركة و توجيه أستاذهم السيد "ييركو ي كابريرا غالينو" من اكاديمية الفنون لإعدادية "كلاوديو أراو" حيث آلة الناي المستعملة لديهم "الناي الحلو" ترميزا لمستوى العزف الذي يخاطب المشاعر و للأصوات الموسيقية يسمونها الشجية الصادر منه. وبعد فقرة العزف بالناي،رحب مدير مركز محمد السادس لحوار الحضارات السيد عمر لمرس، بالجمهور الشيلي الحاضر مستحضرا أهمية و مغزى الاحتفاء بالشاعرة الشيلية غابرييلا ميسترال بمناسبة ميلادها الذي مرت عليه 123 سنة و المصادف ل 7 أبريل من كل سنة حيث ازدادت عام 1889 و توفيت عام 1957. كما ألقت السيدة "بيلار بيريث دياس" منشطة التظاهرة الثقافية كلمة ابرزت فيها الغاية من تنظيم هذا الاحتفاء تكريما للشاعرة غابرييلا ميسترال، مذكرة بمناقبها و خصالها و بما حققته من نجاجات مهنية و إبداعية رغم المعاناة، إذ تمنكت من الارتقاء بوضعها المهني من معلمة فقيرة، إلى وزيرة للثقافة ، دبلوماسية و مساهمة أساسية في اصلاح منظومة التعليم بكل من بلادها الشيلي و المكسيك، فضلا عن تدريسها في العديد من الجامعات المرموقة في الولاياتالمتحدة و ممارستها للعمل الصحفي ولللإبداع الشعري والنثري كما ألقى السيد رودريغو إيريبارين" مدير متحف غابرييلا ميسترال الكائن بمدينة " بيكونيا" مسقط راس الشاعرة ميسترال البعيدة عن كوكيمبو حوالي 80 كيلومترا شمال الشيلي، عرضا عن حياة و أعمال غابرييلا ميسترال مسلطا الضوء عن طفولتها و حالة الفقر الشديد الذي عانته مع أسرتها و ما صادفها من مشاكل اجتماعية حيث في سن الثالثة من عمرها تركها والدها الذي كان معلما قرويا و ممارسا لكتابة الشعر. و رغم ذلك تمكنت من مواصلة دراستها و لو أنها كانت عادية و تواجهها صعوبات في العديد من المواد كالرياضيات، مشيرا إلى جانب مهم في حياتها و هو أنها بدأت الكتابة الشعرية في سن 15، و بدات حياتها المهنية كمعلمة مساعدة بعد مساعدة شقيقتها " إيميلينا مولينا" لها و التي تكبرها 15 سنة. ويضيف مدير متحف الشاعرة الكبيرة ميسترال ليبرز الجانب المأساوي في حياتها الذي حفزها على الابداع الشعري انطلاقا من موضوعة الموت التي صدمها في العديد من محطات حياتها مثل انتحار "روميليو يوريتا" عام 1909 و هو عامل السكك الحديدية الرجل الوحيد الذي احبته في حياتها ما ترك أثرا قويا عكسته شعريا في الكثير من قصائدها الأولية، مع ان اول قصائدها كتبتها عام 1905 علما انها أزدادت سنة 1889 و اختارت لها اسم غابرييلا ميسترا كاسم مستعار مركب من اسم الشاعر الفرنسي "فريديرك ميسترال" و الكاتب الايطالي "غابرييل دي أنونزيو" تكريما لهما، علما ان إسمها الحقيقي هو" لوسيلا غودي ألاياغا"، و حازت على جائزة نوبل عام 1945 بمجرد صدور ثلاثة كتب لها. وقبل ختام التظاهرة الثقافية قدم للجمهور الحاضر عرض مسرحي تحت عنوان إبداعات حول غابرييلا ميسترال قامت بإخراجه السيدة "فانيسا فاكارو" استاذة أكاديمية المسرح لإعدادية "كلاديو أراو" و قام بتشخيصه العديد من تلاميذ نفس الإعدادية حيث عكس العرض طفولة الشاعرة ميسترال يوم كانت تلميذة و جزء من حياتها يوم كانت معلمة. وانتهى النشاط الثقافي بمبادرة مركز محمد السادس لحوار الحضارات إلى تقديم هدايا للمؤسسة التعليمية الحاضنة للنشاط و لمدير متحف الشاعرة غابرييلا ميسترال و لمخرجة المسرحية و لاستاذ الموسيقى و هي عبارة عن لوحات لصورة مسجد محمد السادس الذي شيد في مدينة كوكيمبو شمال الشيلي كمعلمة دينية و ثقافية استوحى فكرة بنائه العمدة السايق للمديتة السيد بيدرو فيلاسكيث خلال زيارته لمسجد الكتبية بمراكش عام 2001 الذي رغب في أن يكون لمدينة كوكيمبو مسجدا مماثلا للكتبية في شكله، و هو منذ تدشينه عام 2007 و هو يستقبل العديد من الزوار الشيليين و الاجانب خصوصا في فصل الصيف حيث يتحول المسجد إلى مزار يومي يتوافد عليه الزوار بكثافة.