في عهد الحسن الثاني لم يستشهد أحد في سبيل الأمازيغية، بل لم يسجل التحرك الأمازيغي إلا في منتصف التسعيينيات، بمعنى أن طفو هذه القضية فجرته عوامل السياق وليس التاريخ وأن قراءة كرونولوجية لهذه الحركة يزيل عنها ادعاء استرجاع الهوية وفرض الاعتراف التاريخي بالثقافة الأمازيغية ويكشف عن رغبة سياسية خالصة في استغلال التميز الأمازيغي شعبويا. "" لا أستطيع أن أخفي أصلي الأمازيغي ولا رغبتي في جعل التاريخ والثقافة الأمازيغية مكونا من مكونات الحياة الاجنماعية الثقافية المغربية، لكن دون إعادة بناء جدار عنصري فاصل بين الشرائح العرقية المغربية، وقد حضرت بعض المؤتمرات والأنشطة الأمازيغية التي أقيمت في مكناس، فلاحظت مستوى التطرف والشوفينية والتشنج الذي تتعامل به زبدة الأمازيغيين المنظمة لهذه التجمعات، هؤلاء الذين انتقلوا من مستوى بناء تصور مجتمع مغربي يحتل فيه الأمازيغ الدور الريادي وتتمكن فيه اللغة والثقافة الأمازيغية من احتلال المكانة الأولى، إلى مستوى تعليم وتلقين وترسيخ الحقد والكره والرفض لكل ما هو غير أمازيغي. يرى هؤلاء ضرورة إعادة كتابة التاريخ المغربي لتنقيته من التزوير العربي، كما يرون أن الإسلام ليس إلا وسيلة من سائل الهيمنة العربية داعين إلى إعادة تسطير الخيارات السياسية والثقافية بشكل يجعلهم يخرجون المغرب في حلة جديدة تبرئ البلد وتحلله من كل التزاماته الدينية العربية القومية، بعد إصلاح ما أفسده العرب، ويعتبر بعض المتطرفين منهم أن لا عداوة بينهم وبين إسرائييل أو أمريكا إلى ما لا ينتهي من العجائب التي تصب في اتجاه واحد، هو المزايدة العنصرية في أقصى درجاتها. إذا كانت أمريكا نفسها تعتز بالفسيفساء العنصرية وتعتبرها مصدر قوتها وهيمنتها على الكون فإن هؤلاء يعيدون ‘إنتاج المزايدات العنصرية التي جعلت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة تتصدر الواجهة السياسية، ظنا منهم أن بإمكان الخطاب الأمازبغي المتطرف أن تكون له مردودية سياسية مماثلة في المغرب، ناسين أن خطابهم يعترضه معوق خطير، هو الأمية السياسية لدى المغاربة أجمعين، سواء أكانوا عربا أم أمازيغ. إذن على هؤلاء أن يعقلنوا الفلسفة الأمازيغية وأن يجعلوها إيجابية، منتجة للحمة وطنية واقعية، بدل هراء المجانين الذي لا يسمعه أحد، وليعلموا أنهم سيظلون طغمة ضعيفة لا يتعدى صوتها أزيز بعوضة في أذن حالم مستغرق في حلم جميل . http://el-ouakili.maktoobblog.com