مؤخرا بدأنا نسمع مجموعة من كلمات السخط والشتم من أفواه بعض الشباب، تنساب كلها في اتجاه واحد وهو شتم الوطن ، هذه الجمل إن دلت على شيء فإنما تدل على انسلاخ عدد كبير من الجنسية المغربية والتقزز منها والاختفاء وراء أي لقب أخر غير لقب مغربي. "" الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يخفيها ،هي أننا جميعا ،ودون استثناء نحب بلدنا حتى النخاع ولنا غيرة قوية عليه ،وإلا ما سر تعلقنا بالمباراة التي تجمع المنتخب المغربي بأي منتخب أخر، وتجعل أعصابنا متوثرة حتى نهاية المقابلة؟ - ما الذي يجعلنا نقفز فرحين ونحضن بعضنا البعض عند الفوز ؟ - ما الذي يجعلنا نصاب بالسعار عندما نسمع خبرا، في إحدى القنوات الفضائية الغربية أو العربية، يسيء إلى سمعة بلدنا ؟ مشكلتنا الحقيقة ليست مع البلاد كأرض وكوطن ،ولكن مع أناس آخرين في مواقع متعددة ، أناس أسندت لهم المسؤولية وتلاعبوا بمصالح الناس من أجل مصلحتهم الخاصة، و استغلوا فرصة تمركزهم بمناصب حساسة،وعاثوا في الأرض فسادا . إذا كان بلدناأسودا ،كما يظن البعض ،فأي لون تبقى لنعطيه للبلد الأفريقي الذي يهاجر سكانه جماعات وأفراد طالبين اللجوء السياسي لدى بلدان أخرى، لكثرة الحروب والانقلابات ببلدهم . المغرب بلدنا، أحب من أحب وكره من كره ،لنا مشاكلنا الخاصة كجميع بلدان العالم... قد نختلف في الرأي ،قد ننتقد المسؤولين ،وقد نقف أمام البرلمان ونصيح بأعلى صوتنا... معارضين وناقمين عن الوضع،ولكن حب الوطن شيء يبقى دفين في أعماق القلب. الفقر والغنى واردين في أي مكان وأي زمان ،فلا يمكن لسكان المغرب أن يصبحوا كلهم أغنياء ولا كلهم فقراء . فالمشاكل التي كانت في القديم تغيرت وحلت محلها مشاكل أخرى من نوع أخر،على سبيل المثال لا الحصر إذا كنا الآن نحارب الفقر ،فأجدادنا حاربوا الجوع والعطش في السنين الماضية،وشتان ما بين الحربين . يجب علينا أن نتحد ونتضامن في ما بيننا ،ونصلح البلاد كل حسب موقعه حتى إذا لم نرى نتيجة إيجابية الآن فأنا متأكد سنراها في المستقبل ،وسيستفيد منها فلذات أكبادنا. مدونة الفن السابع المغربي