بمناسبة احتفال تونس بالذكرى ال 56 للاستقلال (20 مارس)٬ تظاهر الثلاثاء 20 مارس الجاري٬ بالعاصمة التونسية٬ عدة آلاف من التونسيين تلبية لدعوات من منظمات أهلية وأحزاب سياسية ذات اتجاهات يسارية وديمقراطية للمطالبة بالتأكيد في الدستور التونسي الجديد على "الطابع المدني للدولة". ورفع المتظاهرون٬ الذين جابوا شارع "الحبيب بورقيبة" في مسيرة سلمية ٬ قبل أن يتوقفوا أمام وزارة الداخلية ٬ شعارات تؤكد على "مدنية الدولة"٬ والدفاع عن "قيم الجمهورية والديمقراطية والحرية وحقوق المرأة". وقدرت أوساط أمنية عدد المنخرطين في هذه التظاهرة٬ التي شارك فيها بالإضافة إلى ممثلي منظمات المجتمع المدني عدد من أعضاء المجلس التأسيسي وقياديون في عدد من الأحزاب اليسارية المعارضة٬ ما بين 15 و 20 ألف شخص. وتأتي تظاهرة الثلاثاء٬ أياما بعد تظاهرة مماثلة نظمت يوم الجمعة الماضي أمام المجلس التأسيسي٬ الذي يستعد لصياغة الدستور الجديد٬ شارك فيها أعضاء وأنصار عشرات الجمعيات الإسلامية٬ رفعوا خلالها شعارات تطالب بالتنصيص في الوثيقة الدستورية على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي والوحيد للقوانين في البلاد. وكان الرئيس التونسي٬ المنصف المرزوقي قد دعا٬ في كلمة وجهها اليوم٬ للشعب التونسي بمناسبة ذكرى الاستقلال٬ إلى "ضرورة التحلي باليقظة في مواجهة التطرف مهما كان مصدره٬ من اجل الحفاظ على دولة مدنية في كنف التعددية والاحترام المتبادل"٬ مؤكدا أن تونس تحتاج إلى "دولة ترنو إلى التقدم على درب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ومواصلة ملحمة الاستقلال والثورة".