دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي اليوم الثلاثاء التونسيين الى العيش معا على رغم اختلافاتهم، وذلك في خطاب لمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال التونسي. وقال المرزوقي في خطاب ألقاه في القصر الرئاسي في قرطاج "إن الوطن لا يبنى من لون واحد، ومادة واحدة، لأنه تعددي بطبعه وهو دليل على تراثه وعامل تكامل لا تفرقة"، لافتا إلى أن تونس "ستدفع الثمن باهظا من الدم والدموع إذا اضطرت إلى التصدي بالقوة للمتطرفين القادمين من كل حدب وصوب"، حسب ماأوردته وكالة الأنباء الفرنسية. وأكد الرئيس التونسي خلال هذه الكلمة التي ألقاها، وبجانبه رئيس الوزراء حمادي الجبالي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، أن الوحدة الوطنية لا يمكن أن تستمر إذا بنيت على الحقد والانقسام. ودعا التونسيين إلى "ضرورة التحلي باليقظة في مواجهة التطرف مهما كان مصدره من اجل الحفاظ على دولة مدنية في كنف التعددية والاحترام المتبادل دولة ترنو إلى التقدم خطوات أخرى على درب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ومواصلة ملحمة الاستقلال والثورة". وأشار إلى أن تونس عاشت في الآونة الأخيرة محاولتين لضرب هذه الوحدة تحملان "نية واضحة لبث الفتنة" والكراهية بين التونسيين، في إشارة إلى حادث شهدته كلية الآداب في منوبة عندما حاول سلفي إنزال العلم التونسي واستبداله ب"آخر غريب عنا" حسب قول المرزوقي، في إشارة إلى رفع العلم الأسود الإسلامي. أما الحادثة الثانية فهي العثور على مصاحف ممزقة في مساجد في بنقردان (جنوب) الأسبوع الماضي واصفا ذلك بأنه "جريمة فظيعة نكراء". وتوجه المرزوقي باسم الدولة التونسية باعتذار "لكل من تم النيل من كرامته ولكل من ناضل ضد الاستبداد الأجنبي أو المحلي" منذ الاستقلال وحتى اليوم. وتطرق إلى الخصومة بين زعيمي الاستقلال الحبيب بورقيبة الذي انتخب رئيسا عام 1957 ويعتبر باني تونس العصرية، وصلاح بن يوسف المدافع عن تجذر تونس في العالمين العربي والاسلامي والذي اغتيل عام 1961. وقال "لم يعد هناك مبرر لبقاء تبعيات المظلمة التي وقعت في حق اليوسفيين. كما لم يعد هناك مبرر لوجود شيطنة البورقيبيين". ويحتفل التونسيون الثلاثاء بالذكرى ال56 لاستقلال تونس الذي تحقق بعد 75 عاما من الاستعمار الفرنسي.