دعا الرئيس التونسي ٬ المنصف المرزوقي التونسيين إلى "ضرورة التحلي باليقظة في مواجهة التطرف مهما كان مصدره ٬ من اجل الحفاظ على دولة مدنية في كنف التعددية والاحترام المتبادل". وقال المرزوقي ٬ في كلمة وجهها إلى الشعب التونسي ٬ بمناسبة الذكرى 56 للاستقلال (20 مارس) ٬ وألقاها في حفل رسمي نظم اليوم ٬ بمقر رئاسة الجمهورية بقرطاج ٬ إن تونس تحتاج إلى "دولة ترنو إلى التقدم خطوات أخرى على درب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ومواصلة ملحمة الاستقلال والثورة". وفي إشارة إلى الحقبة التي عاشتها تونس بعد الاستقلال عن فرنسا سنة 1956 وما شهدته من صراعات بين الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ٬وخصومه السياسيين وفي مقدمتهم المناضل صلاح بن يوسف الذي اغتيل سنة 1961 ٬ شدد الرئيس التونسي٬ على ضرورة إرساء "مصالحة حقيقية بين التونسيين". وقدم في هذا السياق اعتذارا باسم التونسيين "لكل من تم النيل من كرامته٬ ولكل من ناضل ضد الاستبداد الأجنبي أو المحلي ٬ليلحقه بعد ذلك الضيم والاضطهاد وحتى الاتهام بالتخوين". وشدد المرزوقي٬ في كلمته٬ على أنه "لا استقلال حقيقي في ظل التبعية التكنولوجية والعلمية والاقتصادية"٬ معتبرا أن الاكتفاء الذاتي في هذه الميادين هو "شرط لتحقيق الاستقلال الفعلي"٬ وأشار إلى أن ذلك "لا يتحقق إلا في إطار وحدة وطنية دون صراعات". من جهة أخرى ٬ قال إن تونس عاشت في الآونة الأخيرة "محاولتين لضرب هذه الوحدة ٬ الأولى من خلال حادثة إنزال العلم الوطني واستبداله بآخر غريب عنا٬ والثانية محاولة تدنيس المصحف الشريف"٬ التي وصفها ب"الجريمة الفظيعة والنكراء". وبعد أن أشار إلى أن المحاولتين تحملان "نية واضحة لبث الفتنة"٬ نوه ب"الهبة" ٬ التي اشترك فيها كل التونسيين للتصدي لهاتين المحاولتين ٬ مشير إلى أن ذلك ينطوي على "دلالات عميقة على تمسك الشعب التونسي بمقدساته خاصة إذا ما تعلق الامر بالمصحف الشريف والعلم المفدى". وخلص إلى أن تونس "ستدفع الثمن باهظا من الدم والدموع إذا اضطرت إلى التصدي بالقوة للمتطرفين القادمين من كل حدب وصوب". يذكر أن كلية الآداب بجامعة منوبة بضواحي العاصمة٬ شهدت في 7 مارس الجاري حادثة إنزال العلم الوطني من قبل أحد الطلبة المحسوبين على التيار السلفي المتطرف وتعويضه بعلم آخر أسود اللون٬ فيما شهدت مدينة بن قردان (جنوبتونس) الأسبوع الماضي٬ إقدام مجهولين على تمزيق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف في عدد من المساجد بالمدينة٬ وجاء ذلك متزامنا مع قيام شخص يوم الجمعة الماضي برسم نجمة داوود على مدخل أحد المساجد الكبرى وسط العاصمة.