فاجأ الملك محمد السادس، أمس الخميس 15 مارس، ساكنة خريبكة بالتجول بسيارته الخاصة في شوارع المدينة دون أن تواكب جولته تلك الإجراءات البروتوكولية الرسمية المعهودة. وظهر الملك وهو يقود بنفسه سيارة رياضية رمادية اللون، فاخرة ومكشوفة بسقف قابل للتمدد، فيما بدا مجموعة من المواطنين كأنهم تفاجئوا بتواجد الملك في إحدى الشوارع الثانوية لمدينة خريبكة، وظلوا يحيونه بحرارة بالتصفيقات والهتاف، بينما تعالت زغاريد بعض النساء الحاضرات فرحات بمرور الملك من أمام أعينهن مباشرة دون رتوشات ولا بروتوكولات. وشوهد في مقطع فيديو على اليوتوب، بثه شباب التقطوا مشهد الملك وهو يقود سيارته الخاصة لوحده، امرأة وهي تدفع كرسيا متحركا لأحد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحاول الذهاب في اتجاه الشارع الذي مرت منه سيارة الملك، لعله يشاهدها ويرأف لحال المعاق كعادته، كما بدا في الفيديو شاب كان يمتطي دراجته النارية التي كادت تلامس مؤخرة السيارة عند استدارته بشكل مفاجئ في ذلك الشارع. وتوالت تعليقات نشطاء الانترنت على هذا المقطع بين من أشاد بسلوكيات الملك الذي "يتصرف بشكل طبيعي"، حيث قال أحدهم إن هذا "الملك عظيم" لقربه من الشعب وعدم ترفعه عنه، وبين من أثارهم أكثر منظر المواطنين الذين ظلوا يجرون دون شعور وراء سيارة الملك لتحيته، أو لمده بطلبات خاصة، فيما عبر آخرون عن عدم اكتراثهم لمثل هذا المشهد، إذ قال أحدهم متسائلا "وماذا بعد؟". ورأى معلقون بأن الملك، من خلال تصرفه بقيادة سيارته لوحده دون بروتوكولات، ومروره من شارع عاد في خريبكة، إنما يتصرف بالشكل الذي تستوجبه مهنة الملك الحريص على معرفة حقيقة شعبه الفقير، خاصة في مثل هذه المدن المهمشة رغم ما تكتنزه أرضها من ثروات طبيعية.. يذكر أن الملك محمد السادس أشرف في مدينة خريبكة، التي حل بها قبل أيام قليلة، على إطلاق عدة مشاريع ذات بُعد اقتصادي واجتماعي لفائدة سكان المدينة، ومنها انطلاقة برنامجين طموحين يهمان التطهير السائل والصلب للمدينة.