صنع يوتوب الحدث مرة أخرى بعد يومين من اندلاع المواجهات في سيدي ايفني، فبعد أن أكد عباس الفاسي، في تصريح تلفزي، أنه «لم تكن هناك أي أحداث في سيدي إيفني نهائيا وبتاتا» ولكن هناك من حين لآخر تعبير عن مطالب» من لدن المعطلين الباحثين عن الشغل، عززه تصريح المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري بنفي سقوط أي قتيل، أظهر الشريطان المصوران على أشهر مواقع تحميل الفيديو شهادات من عين المكان ورواية بصرية أخرى .. . عند كتابة اسم المدينة في مجال البحث الخاص بيوتوب، يدرج الموقع عشر نتائج للقطات مختلفة تم تصويرها خلال ليلة الجمعة وصبيحة يوم السبت بكاميرا هواة لا تتجاوز مدة التسجيل فيها ثلاث دقائق، لكنها حققت نسبة زيارة كبيرة فاقت 10.000 مشاهدة لكل شريط في ظرف ثلاثة أيام فقط. تمكن أحدهم من تصوير الإنزال الأمني بالمدينة ليلة الجمعة الماضية وعنون المقطع الذي تبلغ مدته دقيقتين ب»ايفني تحت الحصار»، حيث تجمع بعض سكان المدينة على جانب أحد الشوارع ليلا وظلوا يراقبون وصول الشاحنات التي أقلت عناصر الأمن والقوات المساعدة. في الشريط الثاني استطاع أحدهم تثبيت الكاميرا على الإطار الزجاجي لمقدمة سيارته لتظهر سيارات الأمن رابضة أمام ولاية الأمن وبدت شوارع المدينة هادئة وخالية من المارة.. بعدها ظهر شابان استفسرهما صاحب الكاميرا عن تطورات الأحداث، وأكدا أن عناصر الأمن اقتحمت البيوت وقامت بتكسير محتوياتها، قبل أن يتساءل أحدهما قائلا: «هل حضر الأمن من أجل خلق المشاكل أم لإعادة الأمور إلى نصابها؟»، وتابع: «لدينا إخوتنا وأفراد عائلاتنا في اسبانيا، سنبقى في سيدي إيفني وسنرى من سيستسلم أخيرا» علق رفيقه بنبرة واثقة:»نحن مغاربة ولا نريد الحرب، نطالب فقط بحقوقنا ولا نريد أن تتم معاملتنا بعنف. الفساد انتشر في المدينة ونحن لا نستفيد شيئا». أظهر الفيديو أحد الشوارع الذي كان مسرحا للمواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين مغطى بالحجارة المتناثرة على أرصفته، قبل أن تلوح على بعد مئة متر مظاهرة تضم المئات من المواطنين، أطفال ونساء وشباب يرددون شعارات مختلفة، وجذبت الكاميرا انتباه بعض الشباب الذين ظلوا يرددون أمامها:»ديما إيفني ديما». عناصر قوات التدخل السريع كما أظهر الشريط ظلوا يتحركون في الأزقة قبل أن يقوم أفرادها باعتقال شخصين.. هذا، فيما أظهر الشريط الثالث أحد المنازل التي اقتحمتها قوات الأمن، حيث انتقلت الكاميرا لتصور ما خلفه حادث الاقتحام واحتجاج صاحبة البيت التي بدت غير مستوعبة لما جرى وقالت بحنق:»إنهم لصوص، تخيل لقد استولوا على زجاجة عطر»، وأشار أحدهم إلى الأرضية التي تناثر عليها الزجاج والأواني المكسرة. آخر الأشرطة التي بثتها المنتديات الإلكترونية، نقلا عن يوتوب والذي فاقت مدته تسع دقائق، يظهر فيه ثلاثة عناصر من قوات محاربة الشغب واقفين في زاوية زقاق أحد الأحياء بعد أن ترجلوا من سيارتهم وبدأوا برمي المتظاهرين بالحجارة بواسطة مقلاع يتم استعماله لأول مرة من طرف عناصر الأمن، ولم يظهر المحتجون في المقطع المصور، بينما بدا الشارع المحاذي لمسرح الأحداث خاليا من المارة والحجارة منتشرة في كل مكان...