دعا وزير الداخلية٬ محند العنصر٬ إلى ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق العربي من أجل مواجهة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد المنطقة العربية. وقال الوزير٬ في كلمة أمام الدورة 29 لمجلس وزراء الداخلية العربي ٬ التي عقدت الأربعاء 14 مارس الجاري ٬ بمدينة الحمامات التونسية٬ إن الإرهاب أصبح في السنوات القليلة الماضية "التهديد الأول الذي يحدق بالعالم أجمع٬ بما فيه عالمنا العربي ٬الذي أصبح ٬ للأسف أكثر عرضة وتضررا من هذه الآفة". وأضاف أن ما تواجهه الأمة العربية من "مخاطر حقيقية تحتم علينا٬ كمسؤولين عن مكافحة الإرهاب في بلداننا٬ التفكير بجدية وبتنسيق تام٬ من أجل التصدي لهذا التهديد المشترك سواء بشكل أحادي الجانب عبر تقوية الجبهة الداخلية لكل بلد على حده ٬ أو من خلال دعم جبهتنا المشتركة من خلال تعزيز التعاون والتنسيق في ما بيننا لمكافحة هذه الظاهرة". وشدد وزير الداخلية على أن التعاون المثمر في هذا المجال يجب أن يرتكز على تكثيف التعاون في مجالات التكوين والتدريب وتبادل المعلومات والخبرات حول الشبكات الإرهابية٬ وتسهيل مساطر تسليم الأشخاص والمطلوبين والمشتبه فيهم ٬ وكذا تجميد الموارد المالية والقواعد الخلفية في أية جهة من العالم العربي". واعتبر العنصر أن "الاقتصار في مواجهة خطر الإرهاب على الجانب الأمني وحده غير مجد ٬ بل لابد من تبني مقاربة شمولية ومندمجة تشمل ما هو أمني واقتصادي واجتماعي وفكري من خلال برامج ملائمة"٬ مشيرا في هذا السياق إلى أهمية تعزيز التعاون مع القطاعات الحكومية المكلفة بالإعلام من خلال "الخطط الإعلامية الكفيلة بالتأثير الايجابي على مواطنينا وتحصينهم ضد مخالب الإرهاب٬ دون إغفال القضاء على الأمية والبطالة والفقر والتهميش والإقصاء التي تعتبر أهم المسببات لتفاقم الآفات الاجتماعية وانتشارها". من جهة أخرى ٬أكد الوزير أن الإتجار غير المشروع في المخدرات أصبح اليوم من "الجرائم الدولية التي تتجاوز الحدود٬ نظرا لاتساع رقعتها٬ مما أصبح يهدد أمن الدول٬ حيث يستعصي على كل دولة بمفردها مواجهة هذه الظاهرة نظرا لتشعب الشبكات الإجرامية عبر العديد من دول العالم". وقال إن ظهور الأنواع الجديدة من المخدرات القوية كالكوكايين و المؤثرات العقلية التي "بدأت تغزو بلداننا وتحولها إلى دول عبور واستهلاك من طرف شبكات دولية يتجه نشاطها نحو الدول الأوربية كسوق رئيسي٬ يدفعنا إلى تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذا النوع الجديد من المخدرات". وأبرز أن الدول العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتكثيف الجهود سواء على المستوى الوطني٬ أو على مستوى دول مجلس وزراء الداخلية العرب عن طريق وضع الخطط والاستراتيجيات لتنسيق الجهود٬ واعتماد التقنيات الحديثة في هذا المجال. وعلى المستوى الدولي٬ قال الوزير إنه يجب تقوية العلاقات العربية مع الدول الأخرى عبر الانخراط في المعاهدات والمواثيق الدولية٬ وعقد الاتفاقيات الثنائية٬ وتعزيز الترسانة القانونية والتشريعية للدول العربية٬ مشيرا إلى أن المجلس خطا خطوات مهمة في هذا الاتجاه٬ قصد الحد من تفاقم تجارة المخدرات بصفة عامة والمواد الصلبة والكوكايين على الخصوص. وفي سياق متصل ٬ أكد العنصر أنه للحيلولة دون تحول المنطقة العربية من دول عبور للمخدرات٬ خصوصا الصلبة منها٬ إلى دول استهلاك٬ "يجب علينا العمل على تكثيف التعاون بين الأجهزة المختصة٬ وتبادل المعلومات٬ والعمل على مراقبة ورصد تحركات الشبكات الدولية٬ واتخاذ إجراءات زجرية ضد مهربي المخدرات والمتاجرين فيها والمتعاطين لها"٬ مشيرا أيضا إلى أهمية إنجاز مشاريع تنموية " لاستئصال هذه الآفة٬ مع العمل على تفعيل دور المجتمع المدني٬ وكل الفاعلين والمهتمين لإنجاح الاستراتيجية الوقائية"