على إثر التدخل الأمني لمنع وقفة عائلات ما تبقى من معتقلي ما سمي بخلية بليرج يوم الأربعاء 14 مارس 2012 أمام مقر وزارة العدل والحريات بالرباط من وراء هذا التدخل الأمني الغبي في وجه وقفة احتجاجية سلمية لعائلات مكلومة بحرمانها من ذويها المعتقلين ظلما وعدوانا؟ من أصدر أوامره لهذا التدخل البليد؟ هل العنصر؟ هل بنكيران؟ هل الرميد؟ هل هي جهات أمنية غير مرئية لازالت تشتغل في الظلام وتهرب القرارات الأمنية عن الحكومة حتى تظل بدون حسيب ورقيب؟ إن اللحظة لحظة وضوح، لايكفي كلمات اعتذار من مسؤول حكومي، ينبغي المحاسبة عن هذا الفعل البليد لمنع وقفة احتجاجية سلمية، لن نصدق ذلك الكلام الذي يحيل إلى جيوب المقاومة التي تشوش على الأداء الحكومي حسب زعم هذا الكلام، لن نصدق كلاما حول قرار أمني انفلاتي لم يكن في الحسبان، الوقفة أعلنت عنها اللجنة الوطنية للتضامن مع باقي معتقلي ما سمي بخلية بليرج، وتداولتها وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، فهل هذه الوقفة التي حضرتها فعاليات حقوقية وسياسية قد تزعزع النظام العام؟ هل هذه الوقفة ستعرقل الطريق العام؟ حقا "نعم التجاوب الرسمي مع زمن ربيع الأمة الديمقراطي" !!!، لم يبق من المسئولين سوى بعث صفارات الإنذار لكل من سولت له نفسه أن يستنشق هواء الحرية الآتي من هناك حيث الثورات دكت حصون المستبدين وأقامت صرح الديمقراطية الحقة التي لا مراوغة فيها ولا لبس ولا تسوية مع الظلم والاستبداد، يريدون منا أن نصمت، أن نعيد القطار إلى الوراء، يريدون أن يقولوا لنا أن ربيعنا قد اكتملت أزهاره بهذه الإصلاحات المغشوشة وبهذه الاستجابات التقسيطية الالتفافية على إرادة الشعب التي لاتسمن ولا تغني من آلام المظلومين والمقهورين والمعتقلين ظلما وعائلاتهم وأبنائهم، يريدون منا أن نلتحق قسرا بتلك المعزوفة التي لاذوق لها ولاجمالية حيث المطبلون والممجدون والمنشدون ب"أنشودة زائفة" فاقدة للمذاق الإنساني السليم، انشودة "ثورة الصناديق"، و"الدستور الديمقراطي"، و"الحكومة المنتخبة"، لكن يأبى الواقع العنيد إلا أن يكذب أقاويلهم وأطروحاتهم، ويفضح المقامات غير المتناغمة لمعزوفتهم العرجاء، يأبى واقع المئات من المعتقلين ظلما وعدوانا الذين لازالوا قابعين في السجون، وواقع عائلاتهم المؤلم، وواقع آلام المعطلين، وواقع هذه الحكومة التي تخرج جزءا بسيطا من مظاهر الفساد المعمر طويلا في دوائر المخزن ومعه قمع هنا وهناك وانتهاك لمنازل هنا وهناك ومحاكمات ظالمة هنا وهناك والأفظع في كل هذا تدخل أمني بئيس لمنع وقفة سلمية لعائلات مكلومة باستمرار مسلسل الظلم والحرمان من الحرية لذويها المعتقلين... فلاحول ولاقوة إلا بالله والله يأخذ الحق. [email protected]