كشف البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال، الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، أن العنف ضد النساء منتشر على نطاق واسع في المغرب؛ وهو ما يتجلى في أن 82.6 في المائة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و74 سنة تعرضن خلال حياتهن إلى فعل عنف واحد على الأقل، كيفما كان شكله. ويبدو أن الحملات التحسيسية لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات في المغرب لم تحقق سوى نتائج متواضعة؛ ذلك أن هذه الظاهرة لم تنخفض سوى بنسبة قليلة جدا خلال العشرية الأخيرة، إذ بلغت نسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف خلال الاثني عشر شهرا السابقة للبحث 57.1 في المائة، بينما كانت النسبة خلال البحث الذي أجري سنة 2019 في حدود 62.8 في المائة. اللافت في نتائج البحث الوطني الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط هو تزايد العنف الجنسي الممارس ضد النساء والفتيات في المغرب بشكل ملحوظ، مقارنة مع سنة 2009، حيث انتقل من 9 في المائة إلى 14 في المائة. وفي المنحى التصاعدي نفسه سار العنف الاقتصادي، الذي ارتفع بدوره من 8 في المائة إلى 15 في المائة؛ بينما تراجع العنف النفسي والجسدي من 58 إلى 49 في المائة، ومن 15 إلى 13 في المائة على التوالي. وحسب المصدر نفسه، فإن العنف النفسي هو أكثر أنواع العنف ضد النساء شيوعا في الفضاء الزوجي، بنسبة 43 في المائة، حيث عانت 30.8 في المائة من النساء المبحوثات خلال الاثني عشر شهرا السابقة للبحث من السلوك المهيْمن، و31.9 في المائة من العنف العاطفي. وبخصوص أنواع العنف الجسدي الممارس ضد المغربيات، أظهر بحث المندوبية السامية للتخطيط أن 9.9 في المائة من النساء على الصعيد الوطني عانين على الأقل من فعل عنف جسدي واحد يتراوح من الصفع إلى التهديد أو استخدام السكين، وتعرضت حوالي 7 في المائة لعنف جنسي واحد على الأقل في إطار العلاقة مع الشريك. ووفق الوثيقة نفسها، فإن 86 في المائة من النساء المعنفات جنسيا أجبرن على ممارسة الجنس خوفا من الشريك في حالة الرفض، وأجبر 56.7 في المائة منهن على ممارسة الجنس بدون رضاهن، و12.7 على ممارسة أنشطة جنسية اعتبرنها مهينة لهن. وخارج البيت، يبقى التحرش الجنسي هو أكثر أنواع العنف الممارس على النساء بالمغرب في الفضاءات العامة؛ فمن أصل 12.6 في المائة من النساء اللواتي تعرضن للعنف في الأماكن العامة خلال الاثني عشر شهرا السابقة للبحث، بلغت نسبة النساء اللائي طالهن العنف الجنسي 7.7 في المائة، و4.9 في المائة تعرضن للعنف النفسي، و3 في المائة للعنف الجسدي. يُذكر أن البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال، الذي أجري خلال الفترة ما بين فبراير ويوليوز 2019، على صعيد المملكة، جرى عن طريق مقابلات مباشرة؛ من خلال معطيات مع عينة من 12 ألف فتاة وامرأة و3000 من الرجال والفتيان يمثلون مختلف الطبقات الاجتماعية في البلاد.