فاز فيلم "صَيْفٌ غَيْرُ عادِيّ" للمخرج الفلسطيني كمال الجعفري بجائزة لجنة التحكيم لمهرجان لانثروطي السينمائي في دورته العاشرة، المنظّم بجُزر الكناري ما بين 26 نونبر و6 دجنبر. وتمّ إعلان قرار لجنة التحكيم عقب مداولةٍ عموميّة، وقد شكّل أعضاءَها كلٌّ من الناقد الأرجنتيني روخير كوثا والناقدة السينمائيّة خارا يانييث والإعلاميّ والناقد الكناريّ كلاوديو أُوتريرا. واتُّخذ الحكمُ النهائيُّ والمُبرَّرُ صبيحة يوم الأحد بحضور الجمهور، وهي ميزةٌ ينفرد بها مهرجان جزيرة لانثروطي للسينما. ويحكي شريطُ "صَيْفٌ غَيْرُ عادِيّ"، الفائزُ بجائزة أحسن فيلم، كيف أنّ أحد الفتيان عثر على صورٍ لإحدى كاميرات المراقبة التُقطت قبل 15 عاماً، فأعاد من خلالها تشكيل حياة الأشخاص الذين يُحبّهم واستعاد سيرة حيِّه الأولى، وهو حيٌّ في مدينة الرملة الفلسطينية (على بعد 38 كلم غربي القدس)، ليستطيع بهذه الطريقة ملاحظة التغيير الذي طال الشعب الفلسطيني تحت سلطة الاحتلال الصهيوني الغاصب. وقال خابيير فوينتيس فِيُّو، مديرُ المهرجان، إنّ فيلم "صَيْفٌ غَيْرُ عادِيّ" للمخرج الفلسطيني كمال الجعفري حوّل تسجيلاً قديماً لإحدى كاميرات المراقبة إلى صورةٍ كتلك التي تُرى من كُرةِ السّاحرِ البِلّوريّة، فتُظهر لنا إحدى العائلات ومن خلالها مجتمعاً ووطناً تحت الاحتلال. وثمّن أعضاءُ لجنةِ التحكيم لهذه الدورة قُدرةَ الفيلم الفلسطينيِّ المُتوّج على الانطلاق من صورةٍ واحدةٍ لفسيفساء حيِّ الرملة الثقافي لكي يسرد قصّةَ بلدٍ بأكمله، في زمنٍ يجتاز فيه العالمُ أزمةً كبيرةً جدّاً. أما بخصوص جائزة أحسن فيلم قصير في جزر الكناري فكانت من نصيب شريط "خارجَ الملعب" لمُخرجيه بابلو بيلاس وأدريانا طوماسا، وذلك بفضل قدرته على الرّصدِ التفصيليِّ لواقعٍ مُتعدِّدِ الأوجُه وسطَ مشهدٍ ريفيٍّ تُؤثِّتُه شُخوصٌ هامشيّةٌ وعاجزةٌ عن تركيز انتباهها على الهدف الذي تمّ استدعاؤها من أجله، وهو مباراةٌ في كرة القدم لم تَحْظَ باهتمامِ أحد.