وجه عدد من الفنانين والسينمائيين والمسرحيين والنقاد عريضة إلى وزارة الثقافة، يطالبون فيها بفتح قاعات السينما والمسارح لتجاوز تداعيات جائحة "كورونا"، التي أرخت بظلالها عليهم منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية في مارس الماضي. وطالب هؤلاء، في عريضة يتم توقيعها من طرف الفنانين بمواقع التواصل الاجتماعي، الوزارة الوصية، ومعها حكومة سعد الدين العثماني، بإعادة الحياة إلى هذه المؤسسات لتفادي مضاعفة متاعب هذه الفئة، لا سيما الذين لا يتوفرون على مدخول آخر. وفي هذا الصدد، أوضح المخرج المسرحي بوسرحان الزيتوني أن هذه اللائحة، التي يتم تداولها بين الفنانين والسينمائيين، ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها لوائح تمت المطالبة فيها بإيجاد حل سريع لهذه الفئة، خصوصا ما يتعلق بالعرض المسرحي الذي غالبية ممارسيه لا مدخول لهم سوى مدخول تقديم العروض. وأضاف الكاتب العام للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أصحاب العريضة يستغربون من عدم "تدخل وزارة الثقافة إلى حدود الساعة، قصد إيجاد حل يراعي الإجراءات الصحية، وكذا التواصل مع الفنان المغربي، حيث تم تركه وحيدا يواجه هذا الوضع، بينما الدعم ما زال متعثرا". ولفت المخرج المسرحي ذاته الانتباه إلى أن هذه اللائحة "تؤكد على ضرورة التسريع بفتح القاعات المسرحية لاستقبال الجمهور وتقديم العروض بها، خصوصا أنها مفتوحة حاليا بشكل يومي، لكن يمنع العرض بها". ووصف الزيتوني وضعية الفنانين، لا سيما الممارسون للمسرح، والذين يعيشون من خلال تقديم العروض، بالكارثية، داعيا الوزارة الوصية على القطاع الثقافي ومعها الحكومة إلى الإسراع بفتح دور العرض إسوة بفتح فضاءات تصوير السينما الدرامية لأن "الموس وصل للعظم، ويجب أن ينظر إلى الفنان نظرة متجددة لأن الإنتاج يقوم عليه". وأكد الكاتب العام للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة أن الفنانين يعانون صعوبات كبيرة، حيث إن كثيرين منهم يعيشون ظروفا صعبة لتوقفهم عن العمل منذ شهر مارس الماضي، الذي طبقت فيه حالة الطوارئ الصحية، مشيرا إلى أن هذه الفئة تجد صعوبة في مواجهة تكاليف الحياة اليومية، لا سيما الذين لديهم أسر يعيلونها، إذ لا مدخول لهم سوى ما يجنونه من مداخيل العروض التي يقدمونها. وأوضح الزيتوني في هذا السياق أن "الفنانين لم يشتغلوا منذ عشرة أشهر، ولَم يعد لهم مدخول، فكيف سيدبرون معيشهم اليومي؟ وكيف سيتمكنون من توفير مصاريف الحياة لهم ولأسرهم؟ لهذا وجب الالتفات إليهم وأخذ ذلك بعين الاعتبار". وأردف المتحدث نفسه وهو يتحدث بحسرة "هناك أصداء مؤلمة عن الكثير من الفنانين الذين يعانون معاناة حقيقية، بسبب غياب الإمكانيات، وغياب الدعم المباشر لهم كفنانين، مما يجعلهم يعيشون وضعا مزريا"، مضيفا أن مواقع التواصل الاجتماعي صارت صدى مؤلما للفنان المغربي، لذلك "على الوزارة أن تلتفت إلى الفنانين وتأخذ معاناتهم بعين الاعتبار"، يقول الزيتوني.