وتستمر "وكالة الأوهام الصحراوية" في نشر أحلامها وأوهامها وأكاذيبها وأباطيلها وترهاتها، ولا أحد في الحقيقة يُصدقها إلا تلك الحفنة من المرتزقة ومن دار ويدور في فلكها. منذ أن طهَّرت القوات المسلحة الملكية في عملية نوعية معبر الكركارات من عبث قطّاع الطرق ونزق حاصدي الأحلام والأوهام وبعد أن فرَّت فلول "البوليساريو" في "موقعة الكركارات" تجر ذيول الخيبة والهزيمة النكراء، ها هي "وكالة الأوهام الصحراوية" تخرج علينا، في مشهد كوميدي، لتصدر بيانات يومية مطولة للتنفيس والترويح والتعويض عن الأزمة التي بات يتخبط فيها "الكيان الوهمي" في ظل تداعيات انهيار قصر المرادية والدسائس المقيتة بين دهاقنة جيشه. أصبحت "جمهورية الوهم" تقوم بمغامرات صبيانية للفت انتباه المنتظم الدولي والبحث عن تغطية صحافية وإعلامية عَلَّها تحصد بعض التضامن والتعاطف من هنا وهناك، وهذا السلوك ليس بغريب على المرتزقة. ولكن السحر انقلب على الساحر، وانكشفت الخطة الغبية للعصابة وزعيمها "الرخيص"؛ فقد راقبت الدولة المغربية الشريفة والمنتظم الدولي هذا العبث الصبياني، وشهد العالم نزق هذه المجموعة الضالة وأفعالها الإجرامية.. وحين بلغ السيل الزبى وظن المرتزقة أنهم قاب قوسين أو أدنى من الاستحمام في مياه المحيط الأطلسي، تدخل الجيش الملكي بكل حزم واحترافية لتحييد فلول العدو ودفعهم إلى العودة إلى خيامهم حفاة بلا نعال، حيث تركوها تدل على ذلك الأثر، ففروا فزعين وتشتت جمعهم شذر مذر. فمن لم يعانقه شوق الأوطان يعش أبد الدهر بين الحفر. فعن أية إنجازات تتحدث وكالة الأوهام والضجر، وفجر النصر توج سماء الكركارات وكللها بنوره وبزغ وظهر؟ فالمغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها أحب من أحب وكره من كره من البشر. * أستاذ علم السياسة، كلية العلوم القانونية والسياسية جامعة الحسن الأول بسطات.