تسابق الجزائر الزمن من أجل تسريع الاتفاقية التي تجمعها مع نيجيريا بخصوص إنشاء أنبوب الغاز العابر للصحراء نحو أوروبا، وذلك تزامناً مع دخول مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب مراحله الحاسمة. وكانت الجزائر وقعت اتفاقاً قديماً يعود إلى سنة 2002 مع نيجيريا من أجل إنشاء أنبوب للغاز عابر للصحراء، بتكلفة قدرت حينها بنحو 10 مليارات دولار، لكن هذا المشروع ظل جامداً بسبب عراقيل عدة واجهته، ثم تحركت الجزائر لإحياء الاتفاقية وتسريعها بعد توقيع الرباط وأبوجا مشروعا ضخما لنقل الغاز يستفيد منه حوالي 300 مليون نسمة ويهم أكثر من 13 دولة. وقال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، خلال زيارته إلى نيجيريا يومي 25 و26 نونبر الجاري، إنه جرى الاتفاق مع نظيره النيجيري على ضرورة تسريع تنفيذ المشاريع الثلاثة الرئيسية التي تجمع البلدين، وهي الطريق العابر للصحراء وخط أنبوب الغاز والوصل عن طريق الألياف البصرية. وحضر ملف الصحراء المغربية خلال أجندة الزيارة أيضاً، في إطار التعبئة المضادة التي يقوم بها الجار الشرقي لتطورات النزاع؛ إذ كشفت الخارجية الجزائرية أن بوقدوم ونظيره النيجيري تبادلا الآراء حول قضايا الساعة، مع "التركيز بشكل خاص على الوضع في مالي وفي منطقة الساحل وفي ليبيا، وكذلك الوضع في الصحراء، لا سيما على ضوء التطورات الأخيرة المثيرة للقلق الشديد في الكركرات". رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية محمد بخاري طمأن الجزائر بخصوص مشروع أنبوب الغاز خلال استقباله لصبري بوقدوم، وقال إن مشاريع مثل الطريق العابر للصحراء وخطوط أنابيب الغاز الدولية وغيرها من مجالات التعاون الاقتصادي سيعطى لها الاهتمام الكافي. وتخشى الجزائر أن يتم مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، باعتباره من أضخم مشاريع الغاز في القارة، على حساب مصالحها في إفريقيا، خصوصا أن الموقع الجغرافي للمغرب هو الأنسب لنيجيريا لنقل الغاز إلى أوروبا. وكانت حرب إعلامية ودبلوماسية قوية اندلعت بسبب مشاريع أنبوب الغاز النيجيرية المتوقعة مع المغرب والجزائر، وأكد وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز الرباح أن مشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيرياوالجزائر، الذي تم الاتفاق على تسريع إنجازه مؤخرا، لن يلغي المشروع المغربي النيجيري المماثل. وقال الرباح، في تصريح سابق، إن "المغرب لا يحسد الجزائر بعد توقيعها على اتفاق للإسراع في إنشاء أنبوب للغاز مع نيجيريا"، مضيفا: "لا نحسد الجزائر، ونتمنى أن تصلهم الرسالة، والكل سيربح من مشاريع الطاقة بإفريقيا التي تتميز بمنطق جهوي وليس وطني قُطري". وبقي مشروع أنبوب الغاز بين الجزائرونيجيريا مجمدا لسنوات طويلة بسبب وجود عراقيل مالية وحتى أمنية، فيما ذكرت مصادر نيجيرية أن مشروع أنبوب الغاز مع المغرب يواجه أيضا صعوبات عدة تتعلق بالتكلفة المادية المرتفعة له وبمعارضة جهات نيجيرية معارضة لمصالح الرباط، وهو ما يفسر التأخر الحاصل في تنزيل المشروع على أرض الواقع.