بعد نفى عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، أن تكون نيجيريا تخلت عن مشروع أنبوب الغاز الضخم الرابط بين نيجيريا والمغرب، قال مسؤول رسمي إن "المغرب ونيجيريا شرعا في تنزيل مضامين المخطط الإستراتيجي لأنبوب الغاز". وأوضح المصدر ذاته أن هناك أوجه اختلاف كبيرة بين أنبوب الغاز المغربي النيجيري وبين نظيره الجزائري النيجيري الذي يجري الحديث عن الاتفاق بشأنه، مشيرا إلى أن "الشراكة المغربية النيجيرية وقعت على مستوى رؤساء الدول بين الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمدو بوهاري؛ بينما أنبوب الغاز بين الجزائرونيجيريا جاء في إطار لجنة مشتركة بين وزير الخارجية الجزائري ونظيره النيجيري". وفي 15 أكتوبر المنصرم، اتفقت الجزائرونيجيريا على ضرورة تفعيل اتفاق سابق منذ الثمانينيات يقضي بإنشاء خط أنبوب الغاز "لاغوس الجزائر"، ويمر عبر النيجر. المصادر ذاتها أكدت، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "اللجان التقنية بين المسؤولين النيجيريين والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن تشتغل يوميا من أجل تنزيل خطط بناء أنبوب الغاز"، مضيفا: "المغرب مر من مجرد إعلان للنوايا، كما يقع في الجزائر، إلى مراحل متقدمة من التنزيل على المستوى المالي والتقني". وأضاف المتحدث أن "المشروع المغربي النيجيري يوجد فيه عدد من الفاعليين والممولين الدوليين وشركات تأمين عالمية، خصوصا أنه يمر عبر عدة دول إفريقية"، معتبرا "كل ما يروج من تشويش يدخل في إطار معارك دبلوماسية مردود عليها". وكان وزير الطاقة والمعادن المغربي أكد أن مشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيرياوالجزائر، الذي جرى الاتفاق على تسريع إنجازه مؤخرا، لن يلغي المشروع المغربي النيجيري المماثل. وأورد الرباح، خلال تقديم الميزانية الفرعية لوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة برسم السنة المالية 2019 بمجلس النواب، أن "المغرب لا يحسد الجزائر بعد توقيعها على اتفاق للإسراع في إنشاء أنبوب للغاز مع نيجيريا"، قبل أن يشير قائلاً: "نتمنى أن تصلهم الرسالة، والكل سيربح من مشاريع الطاقة بإفريقيا، التي تتميز بمنطق جهوي وليس وطني قُطري". وتحدث الرباح عن الاهتمام الذي توليه دول المنطقة إلى أنبوب الغاز المغربي النيجيري، مشيرا إلى أنه التقى وزير الطاقة الموريتاني محمد ولد عبد الفتاح، وأخبره بالاهتمام التي تبديه نواكشوط بمشروع أنبوب الغاز الذي سيربط المغرب بنيجيريا. وكانت الجزائر روجت على نطاق واسع عبر القنوات التلفزيونية أن أبوجا انقلبت على المشروع النيجيري المغربي الذي وقع أمام الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمدو بوهاري، وتوقيعها في المقابل اتفاقية جديدة مع الجزائر، وأرجعت ذلك إلى مشاكل طرحت في الشراكة مع المغرب تتعلق بنزاع الصحراء. يشار إلى أن الملك محمدا السادس ترأس، في يونيو الماضي بالقصر الملكي بالرباط، مرفوقا برئيس جمهورية نيجيريا الفدرالية، محمدو بوهاري، مراسيم التوقيع على ثلاث اتفاقيات للتعاون الثنائي، إحداها مرتبطة بالمشروع الإستراتيجي لأنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب.