تزامنًا مع مثول المتهمين في ملف عملية النصب العقارية التي طالت العشرات من المواطنين المغاربة في القضية المعروفة ب"باب دارنا"، رفع الضحايا الذين توافدوا أمام محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء شعارات مطالبة بتدخل الملك محمد السادس لإنصافهم واسترجاع الأموال التي دفعوها. ورفع المحتجون من ضحايا الشركة العقارية، أمس الخميس، شعارات من قبيل: "يا أمير المؤمنين، أجي تشوف الظالمين"، و"الوردي ها هو وفلوسنا فينا هي"، ثم "العصابة ها هي وفلوسنا فينا هي"، مناشدين أعلى سلطة في البلاد بإنصافهم بعدما طرقوا أبوابا عديدة دون نتيجة. وبعد توقف احتجاجاتهم بسبب حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي الذي كان معمولا به في ظل جائحة كورونا، خرج الضحايا لتصدح حناجرهم بشعارات تزامنا مع أول جلسة لمثول المتهم بالنصب محمد الوردي أمام قاضي التحقيق باستئنافية الدارالبيضاء بعدما كانت القضية في بدايتها لدى المحكمة الابتدائية بعين السبع. وشدد واحد من الضحايا المغاربة المقيمين في الديار الأمريكية على أن الضحايا الذين تم النصب عليهم في هذا الملف "لم تعد لهم ثقة في الحكومة والبرلمان وغيره، وهم اليوم يناشدون الملك محمدا السادس لإنصافهم؛ لأنه الوحيد الذي نثق فيه". ولفت المتحدث نفسه، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، الانتباه إلى أن الضحايا "ضربوا تمارة في الدول الأخرى، سواء بأوروبا أو أمريكا.. وكان همهم الاستثمار واقتناء منزل بالمغرب؛ لكنهم وجدوا أنفسهم ضحية نصب كبيرة"، مشيرا إلى أن ما جعلهم يقعون في هذا "الفخ" كون المتهم الوردي "اعتمد على ممثلين وقنوات عمومية للترويج لمشاريعه، وكذا مشاركته في المعارض الدولية للعقار". من جهتها، قالت خديجة، التي كانت تصرخ أمام المحكمة رفقة سيدات أخريات "بغينا فلوسنا"، إن الضحايا "بعد احتجاجاتهم السابقة، توقفوا عن ذلك بسبب الحجر الصحي، واليوم قرروا العودة إلى الاحتجاج تزامنا مع مثول الوردي المتهم الرئيسي أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف". وأوضحت المتحدثة نفسها أن الضحايا لا يهمهم سجن المتهم بقدر ما يطالبون باسترجاع الأموال التي ضحوا من أجلها وتكبدوا العناء من أجل جمعها، قبل أن يجدوا أنفسهم ضحايا عملية نصب كبيرة. وأردفت السيدة المذكورة: "نحن لا يهمنا سجنه، ما يهمنا هو استرجاع أموالنا التي كافحنا واشتغلنا من أجلها لسنين داخل المغرب وخارجه"، مضيفة: "فلوس خدمنا فيها، وضربنا تمارة عليها، ودار لينا الطلاميس، ونحن اليوم نريد تحكيما من طرف الملك محمد السادس". ووجه المحتجون الغاضبون انتقادات إلى الحكومة بسبب عدم تحركها في هذا الملف وإنهاء معاناتهم ودعمهم من أجل استرجاع المبالغ التي تقدموا بها، مستغربين من مخاطبة سعد الدين العثماني لهم: "مشيتو عند مول الحانوت". وتفجرت قضية النصب العقارية سنة 2019، بعد شكايات عديدة من لدن المتضررين من عدم تسلمهم مشاريع سكنية تابعة لمجموعة "باب دارنا" التي يملكها محمد الوردي، ليتم إيقافه وعقل مجموعة من العقارات التي بحوزته.