في وقت تُواصل الحكومة صمتها عن أكبر عملية نصب في تاريخ العقار بالمغرب، والتي راح ضحيتها مئات المواطنين المغاربة داخل البلد وخارجه، احتج ضحايا المشاريع العقارية الوهمية "باب دارنا" اليوم الأحد أمام مقر البرلمان. وردد ضحايا "باب دارنا"، الذين كانوا مرفوقين بدعم جمعيات المجتمع المدني والحقوقي، أغنية "في بلادي ظلموني" المشتهرة بمدرجات ملاعب الكرة، معبرين من خلالها عن حجم معاناتهم وتذمرهم جراء عملية النصب التي تعرضوا لها وكبدتهم خسائر مالية تبلغ 70 مليار سنتيم. وتُحاول السلطات فك لغز اختفاء الأموال التي تحصل عليها صاحب المشروع العقاري الوهمي محمد الوردي من ضحاياه، والتي تبخرت دون ترك أي دليل مادي ملموس، وذلك بعدما جرى اعتقاله قبل أسابيع وهو يحاول مغادرة التراب الوطني. وناشد الضحايا الملك محمد السادس التدخل لإنصافهم واسترجاع أموالهم المسلوبة وحقوقهم المهضومة، مستنكرين في المقابل صمت المسؤولين عن عمليات النصب التي تطال قطاع العقار، ومن ضمنها فضيحة مشروع "باب دارنا". وجاء في كلمة ممثلة الضحايا، أمام البرلمان: "بغض النظر عن استرجاع أموالنا نريد أن نكون سببا في القطع مع مافيات العقار في المغرب، ولا نريد أن يسقط إخواننا وأولادنا والمغاربة عموماً في نفس مأساتنا". وطالب الضحايا الدولة، في كلمتهم، ب"وضع حد لعمليات النصب التي تجري في قطاع العقار، والتي تسيء إلى سمعة البلاد وتنفر المستثمرين إلى دول أخرى". ورفع المحتجون شعارات من قبيل: "هذا عيب هذا عار والعقار في خطر"؛ "هذا عيب هذا عار في التلفزة دارو الإشهار"؛ "يا أمير المؤمنين آجي تشوف المظلومين"؛ "يا أمير الفقراء حمينا من الشفارا"؛ "فيناهوما المسؤولين اللي يحمونا من النصابين"؛ "صامدون صامدون وفلوسنا مطالبون". وكان المسؤولون القضائيون أقدموا على عقل مجموعة من عقارات محمد الوردي التي يمتلكها في المغرب، في انتظار رصد ممتلكاته النقدية والعينية في الخارج. وصدر قرار قضائي عن المحكمة الابتدائية لعين السبع بمدينة الدارالبيضاء، يقضي بعقل ثمانية عقارات تعود ملكيتها لمحمد للوردي بشكل شخصي، وعقارات أخرى في منطقة الدروة ضواحي العاصمة الاقتصادية للمملكة. كما قرر القضاء المغربي عقل عقارات تعود ملكيتها لشركة "رأسمال أنفيست" بالدارالبيضاء ومكناس وأكادير، فيما قضى أيضا بعقل وحدة صناعية للتبريد في ملكية محمد الوردي بمدينة مراكش. ولم تسلم الممتلكات العقارية لعثمان بوقفاوي (الذي صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية)، نائب المدير العام لشركة "ميدي هاوس" التي أشرفت على "الفيلات الوهمية" لفائدة مجموعة "باب دارنا"، (لم تسلم) من الإجراءات القضائية لعقل مجموعة من ممتلكاته العينية والمالية، من ضمنها شقة فاخرة بمدينة الدارالبيضاء.