في خضمّ إصرار المجموعات المدنية الصحراوية على مواصلة إغلاق معبر "الكركرات"، الذي يُعدّ بوابة المملكة المغربية نحو القارة الإفريقية، بدأت المنطقة الحدودية تعرف تحركات ميدانية لجيش "بلاد شنقيط"، وسط تكتم رسمي من قبل رئاسة الجمهورية الموريتانية. وتفيد منشورات إعلامية في نواكشوط بأن اللواء المختار بله عشان، القائد المساعد لأركان الجيوش الموريتانية، قد حلّ، الاثنين، بولاية "داخلة نواذيبو"، التي تقع قرب الحدود مع الصحراء المغربية، قصد متابعة التطورات الأخيرة الواقعة في المعبر الحدودي المُغلق منذ ثلاثة أسابيع. وأوردت المصادر الموريتانية أن الزيارة، التي لم يُعلن عنها بشكل رسمي، ترمي إلى الاطلاع على الأوضاع الميدانية الكائنة في المنطقة الحدودية، لا سيما في ظل "المناخ المتوتر" الذي تشهده نقطة "الكركرات" خلال الآونة الأخيرة، بعدما صعدت جبهة البوليساريو من وتيرة تحركاتها بالمنطقة. وأدى إغلاق المعبر الحدودي المذكور إلى توقف تصدير المنتجات الغذائية إلى نواكشوط، لا سيما الخضر والفواكه التي تشهد شحا كبيرا في السوق الموريتانية؛ الأمر الذي تسبب في قفزة هائلة للأسعار، وهو ما جلب غضب الموريتانيين على الحكومة التي لم تكشف عن أي موقف رسمي تجاه الأوضاع الراهنة. وتأتي الزيارة المفاجئة للمسؤول العسكري الموريتاني على ضوء التصريحات الإعلامية المتواترة لجبهة البوليساريو بخصوص الاستعداد لخوض "حرب شاملة" في المنطقة، خاصة بعد الخطاب الملكي، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء الذي تحدث عن الاستفزازات الأخيرة بالبوابة الحدودية. وأشار الملك محمد السادس، في الخطاب عينه، إلى أن المغرب سيدافع عن وحدته الترابية بكل حكمة؛ ولكن ذلك لا يلغي الرد الصارم على التجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية، مجددا التأكيد على دور الأممالمتحدة والمينورسو في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة. ونقلت الجبهة الانفصالية أنّ "قوات الجيش المغربي، بعد أن قامت بحشد قواتها العسكرية على امتداد الجدار العازل بمنطقة الكركرات، بدأت، منذ ليلة أول أمس، في عملية جلب أعداد كبيرة من قوات الدرك وأجهزة أمنية أخرى إلى المنطقة"، وفق تعبيرها. وتروّج منابر مقرّبة من الجبهة الانفصالية ما اعتبرته استنفار الوحدات العسكرية التابعة للجبهة، وبأنّها مستعدة لخوض حرب شاملة وطويلة الأمد، في حالة حشد قوّات عسكرية بجانب المنطقة العازلة.