هل دقّت ساعة "الحسم" في الصّحراء؟ هل تحمل السّاعات المقبلة مستجدات عسكريّة في المنطقة العازلة؟ هل يتحرّك الجيش المغربي لحماية "الكركرات"؟ أسئلة تطرح بقوّة وسط المغاربة بعد إعلان جبهة البوليساريو التّصعيد وحشد قوّاتها العسكرية على امتداد الجدار العازل. وتحاولُ الجبهة استباق أيّ تدخل عسكري مغربي محتمل في المنطقة العازلة، حيث أعلنت أن "دخول أيّ عنصر عسكري أو أمني أو مدني مغربي الشريط العازل، سيعتبر عدواناً صارخاً وتملصاً نهائياً من طرف المغرب من التزاماته بخصوص وقف إطلاق النار، مما يعطي للطرف الصحراوي الحق الكامل في الرد والدفاع عن السيادة الوطنية بكل الوسائل المشروعة". ونقلت الجبهة الانفصالية أنّ "قوات الجيش المغربي بعد أن قامت بحشد قواتها العسكرية على امتداد الجدار العازل بمنطقة الكركرات، بدأت منذ ليلة أمس في عملية جلب أعداد كبيرة من قوات الدرك وأجهزة أمنية أخرى للمنطقة"، وفق تعبيرها. وتروّج منابر مقرّبة من الجبهة الانفصالية ما اعتبرته استنفار الوحدات العسكرية التابعة للجبهة، وبأنّها مستعدة لخوض حرب شاملة وطويلة الأمد، في حالة حشد قوّات عسكرية بجانب المنطقة العازلة. وفي هذا الصّدد، قال الخبير في الشّأن العسكري والأمني عبد الرحمان المكاوي إنّ "القوات المسلحة الملكية على أهبة الاستعداد لمواجهة أيّ تصعيد عسكري في المنطقة العازلة في الوقت الرّاهن"، مبرزاً أنّ "المغرب مستعد لكل الاحتمالات الممكنة، بما فيها خيار الحرب". وأوضح الخبير في الشّؤون الأمنية أن "البوليساريو والجزائر وجنوب إفريقيا يعملون كتحالف واحد ويحاولون الهجوم على المغرب واستقراره، بحيث وقعوا اتفاقية دفاع مشتركة"، موردا: "نحن أمام وضع خطير وغير مسبوق في المنطقة العازلة". وشدّد المكاوي على أنّ "الجزائر تعمل على ترحيل عشرات المحتجزين صوب المنطقة العازلة، خاصة في شمال موريتانيا، وذلك بتواطؤ من بعض الأطراف الموريتانية"، مضيفا أنّ "المغرب سيعمل على تحرير معبر الكركرات الذي تحاول الجبهة الاستيلاء عليه". وتابع الخبير العسكري بأنّ "المنطقة على صفيح ساخن، والقوات المسلحة الملكية في استنفار تام في الأقاليم الجنوبية وقد ترد الصّاع صاعين"، مؤكدا أنّ المغرب سيلتزم سياسة ضبط النّفس طالما بقي الأمر في شكله المدني.