تُواصل جبهة "البوليساريو" الانفصالية نهج أسلوب قُطّاع الطرق والعصابات بالمعبر الحدودي الكركرات، مانعة بذلك مرور السلع والبضائع إلى الأسواق الموريتانية والإفريقية؛ وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاع صاروخي في أسعار الخضر والفواكه والعديد من المنتجات بالجارة الجنوبية. ولا يبدو أن المغرب سيقف مكتوف الأيدي أمام هذا الوضع الذي يستمر منذ الأربعاء الماضي ويُكبد المصدرين المغاربة خسائر مالية كبيرة، خاصة بالنسبة لمصدري المواد الغذائية الطازجة وسريعة التلف، إذ أظهر مقطع فيديو جديد حشد عناصر القوات المسلحة الملكية على بُعد كيلومترات من المعبر الحدودي. ولم تستبعد مصادر متطابقة قيام الجيش المغربي بحملة تمشيط واسعة لتطهير معبر الكركرات من قُطّاع الطرق التابعين لميليشيات "البوليساريو" الانفصالية، في حالة عجز بعثة الأممالمتحدة "المينورسو" عن ثني عناصر الجبهة عن مغادرة المكان. وأمام أعين بعثة الأممالمتحدة، أقدمت العناصر التابعة لجبهة "البوليساريو"، بعد إغلاق معبر الكركرات الحدودي، على تخريب الطريق الوحيد الرابط بين المغرب وموريتانيا، في خطوة استفزازية أثارت غضب المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتُشير معطيات غير رسمية إلى أن المغرب سيكون مضطراً إلى بناء جدار عازل يمنع وصول "البوليساريو" للمعبر الحدودي بشكل تام لمنع تكرار مثل هذه السيناريوهات، بعد فشل بعثة "المينورسو" في حماية المنطقة، على الرغم من دعوات الأمين العام للأمم المتحدة ل"البوليساريو" بإخلاء المعبر. وأكد منتدى"Far Maroc" ، المهتم بالشؤون العسكرية، أنه في "انتظار رد حازم ميداني وعملي من الأممالمتحدة المسؤولة قانونيا وفق اتفاقات وقف إطلاق النار على الحفاظ على الوضع القائم، فقد لوحظ احتشاد للقوات والعتاد العسكري والهندسي لكي تتدخل المملكة لفرض سيادة القانون وإنهاء أعمال القرصنة والتخريب التي تقوم بها ميليشيات الإرهاب بالمنطقة العازلة". وانتقد منتدى "فار ماروك" عدم تدخل بعثة "المينورسو" لإيقاف تخريب الطريق الرابط بين الكركرات والمعبر 55 الموريتاني، مشيراً إلى أن أعمال التخريب تؤثر سلبا على الأمن والاستقرار بالمنطقة وتضر بتموين الأسواق الإفريقية بالمنتوجات الأساسية.