متسائلة حول رؤية جو بايدن للعالم، ما تزال أذهان المغاربة تنسج خيوط الرباط الأولى مع الرئيس الأمريكي الجديد؛ فبعد سنوات من التدبير البراغماتي، أفُلتْ شمس دونالد ترامب وحزبه الجمهوري لفائدة الحزب الديمقراطي الذي يعود مجددا إلى البيت الأبيض. وبعد استفادة المغرب بشكل كبير من فترة دونالد ترامب، الذي أدرج الأقاليم الصحراوية ضمن أموال الدعم التنموي المقدمة للمملكة، تتحرك بعض الهواجس من جديد، خصوصا في ما يتعلق بملفات حقوق الإنسان والرقابة التي يبديها الديمقراطيون بهذا الخصوص. وعلى امتداد السنوات الماضية، اتسمت علاقات الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية بالاستقرار، وشهدت زيارات للملك محمد السادس إلى واشنطن، باستثناء فترة حكم دونالد ترامب، فيما عرفت حقبة باراك أوباما أول زيارة رسمية لبايدن إلى المغرب. وتعود زيارة بايدن إلى المغرب إلى سنة 2014، وذلك في إطار قمة ريادة الأعمال بمراكش، وتخللها لقاء مع الملك محمد السادس وخطاب تحدث عن اعتراف المغرب باستقلال أمريكا وحفل عيد ميلاد رمزي، كما أثنى نائب الرئيس حينها على العلاقات بين البلدين. ادريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش، استبعد تأثر العلاقات المغربية الأمريكية؛ "فالروابط أصبحت ثابتة ومتينة رغم أنها لم تصل مستويات كبيرة اقتصاديا"، مؤكدا أن "أمريكا تراهن على المملكة في ملفات عديدة". وقال لكريني في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "في السياسات الخارجية، دائما هناك ثوابت لا تتحرك، خصوصا أمام قضايا الإرهاب والهجرة وغيرها"، مضيفا أن "العلاقة بين البلدين محصنة من كل مفاجأة غير سارة". وأورد الأستاذ الجامعي أن الرئيس الجديد جو بايدن وإن كانت له صلاحيات كثيرة على المستوى الخارجي، إلا أن هناك مؤسسات رسمية وخفية تشاركه أيضا الملفات نفسها، "وبالتالي يصعب تغيير التوجهات في قضايا كثيرة، وعلى رأسها الصحراء". وأوضح لكريني أن "المغرب طرح موقفه بشكل واضح، وأمريكا منخرطة في هذا المسار بدورها، خصوصا أنها تعي خطورة أي انفلات في المنطقة ومدى تضرر السلم الدولي والمصالح الأمريكية في حالة اندلاع التوتر أو سلك طريق غير سليم".