متابعة استثنائية للمغاربة هذه الأيام على مختلف المنصات لأجواء الانتخابات الأمريكية؛ فقد تفرقت السبل بين دونالد ترامب وجو بايدن والتقت في محورية مستقبل رئاسيات البيت الأبيض وارتباطها بمختلف القضايا الاستراتيجية. ويتابع مغاربة كثر أجواء وتفاصيل الانتخابات الأمريكية، خصوصا في ما يتعلق بنتائج الرئيس الحالي ترامب، الذي يحيط نفسه بهالة كبيرة نظير بعض خرجاته الغريبة، وكذا مواقفه من قضايا عالمية عدة. ويبحث المتابعون المغاربة للانتخابات الأمريكية عن فرص المغرب، خصوصا في ما يتعلق بالملفات الاقتصادية وقضية الصحراء، التي تتغير تموقعاتها داخل البيت الأبيض بتغير حاكمه بين الديمقراطيين والجمهوريين، وقوة التنظيمين السياسيين بالكونغرس. وعلى امتداد كافة دول المعمور، تشد الرئاسيات الأمريكية أنظار المواطنين المغاربة، بين من ينتظر استمرار ترامب في رسم بعض مناحي تاريخ العالم، خصوصا بتعامله البراغماتي، وبين من يراقب بايدن وإمكانية عودة "عقلية تدبير أوباما" إلى أقوى بلد في العالم. ويجمع المغاربة على أهمية الانتخابات الأمريكية، وفق كريم عايش، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية، الذي أكد أثرها، وقال: "الأغلبية تنظر بتوجس إلى الاسم المقبل على رأس أمريكا بسبب مواقف تاريخية حول التعاطي مع الملفات التي ترتبط بالمغرب، وخاصة الصحراء". وأضاف عايش، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، أن "صعود دونالد ترامب بشعاراته المتعددة والمتناقضة، حرك مجموعة من الملفات الراكدة، واتخذ مجموعة من القرارات التي كانت محل تردد، كما لسياسته البراغماتية أثر كبير في إعادة صياغة مجموعة من المفاهيم". وأردف المتحدث أن "البنية الاقتصادية الربحية للعلاقات صارت هي المحرك الأساسي لكل علاقات الولاياتالمتحدة بدول العالم، والمغربي يرى أن ترامب أمسك بملف الهجرة وضيق الخناق على المهاجرين بتقليص عدد المرشحين برسم القرعة". وبحسب عايش، "فالجميع بالمغرب يعلم كذلك مدى قوة أمريكا وحنكتها في ممارسة أدوار طلائعية؛ فنقل السفارة إلى القدس وإطلاق المبادرة الأمريكية، إضافة إلى اتفاقية السلام بين الأفغان، السودان ومسلسل التطبيع في الشرق الأوسط، كلها جعلت المغاربة يرون في ترامب رئيسا مقررا ينفذ وعوده". وقدّر الباحث في العلوم السياسية أن يربح المغرب كثيرا باستمرار الرئيس الحالي على رأس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن يتمكن من حل ملف الصحراء وإطلاق برنامجه للتصنيع العسكري وتطوير آلياته، معتمدا على اتفاقية الحلف الاستراتيجي المغربي الأمريكي الذي سيعزز من القدرات العسكرية للمملكة.