تتواصل سلسلة الاختفاء القسري الذي تمارسه عناصر جبهة "البوليساريو" في حقّ المحتجزين الصحراويين، حيث شهد مخيّم "الرابوني"، الكائن بجنوب تندوف (يوجد به مقر القيادة)، احتجاجات مكثفة للسكان يوم الأحد، بسبب اختطاف شاب صحراوي من طرف قوة عسكرية تابعة للجبهة. وتفيد المعطيات المتوفرة بأن الشاب المعني يدعى "داهي ولد أبا ولد لحزام ولد حنود"، جرى اختطافه من قبل وحدة عسكرية تابعة بشكل مباشر لجبهة "البوليساريو"، يطلق عليها اسم "القوة 20"، بعد مناوشات كلامية معه على إثر انقلاب سيارة عسكرية تابعة لهؤلاء الجنود، ما أدى إلى جرح بعض العناصر، ليتم اتهامه بكونه المُتسبّب في الحادثة، لأنه كان قريباً من المكان. ويوضح شريط مُصوّر لمدون مُعارِض للجبهة، اطلعت عليه هسبريس، تفاصيل ما وقع نهاية الأسبوع المنصرم في المخيم الصحراوي، حيث جرى اعتقال الشاب من قبل ما يسمى ب"درك البوليساريو"، غير أن القوة العسكرية الخاصة هاجمت مقر "الدرك" في منتصف ليل الأحد، ثم اعتدت على المختطف الصحراوي، ما تسبّب له في جروح جسدية خطيرة. ولم يُعرف مصير الشاب الصحراوي بعد الاعتداء عليه إلى حدود يوم الاثنين؛ إذ تم نقله إلى مكان غير معروف لأسرته، ما دفع أهالي مخيم "الرابوني" إلى الاحتجاج على الحادث، بحيث انتقل المحتجون إلى أمام مقرّ القوة العسكرية، إلا أن هذه الأخيرة واجهتهم بعنف، ما أدى إلى إصابة كثيرٍ منهم بجروح جسدية، وفقاً لشريط الفيديو الذي وثّقه الناشط المدعو "مولاي أبا بوزيد". ورجّح المعتقل السابق في سجون جبهة "البوليساريو" استمرار الاحتجاجات الميدانية في المخيم الصحراوي، منبها إلى إمكانية زيادة الاحتقان الداخلي خلال الساعات القادمة، بينما اعتبر الفاضل ابريكة، المعتقل السابق في سجن "الذهيبية" بمخيمات تندوف، أن "الأمر يتعلق باختفاء قسري"، موردا في الشريط عينه أن "الشاب تم الاعتداء إليه ظلماً وعدواناً من طرف القوات القمعية، حيث ما زال مفقودا إلى حدود الأحد". يأتي هذا الحادث في ظل إغلاق مجموعات صحراوية مدنية لمعبر "الكركرات" بالمنطقة الحدودية، وإقدامها على استفزاز عناصر الجيش المغربي، في وقت ما زالت عشرات الشاحنات المحملة بالخضر والفواكه عالقة في حدود "بلاد شنقيط"، ما جعل جزءا من الرأي العام الموريتاني ينتقد غياب رد فعل رسمي من لدن رئاسة الجمهورية تجاه ذلك.