في خضم النقاش العالمي بخصوص فعالية عقار "الكلوروكين" في علاج مرضى "كورونا"، نفى البروفيسور أحمد غسان الأديب، الاختصاصي في التخدير والإنعاش، مضامين مجموعة من الدراسات العلمية التي تنادي بتعديل البروتوكول الصحي، مبرزاً أن العقار "ناجع" و"آمن" في حالة تناوله بشكل مبكّر. وأورد البروفيسور الأديب، ضمن منشور توضيحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحالات الصعبة والحرجة مردها إلى التأخر العلاجي، مردفا: "المرضى الذي تناولوا عقار الكلوروكين بشكل مبكر يعتبرون حالات استثنائية في أقسامنا"، ومشيرا إلى أن "العديد من الأبحاث العلمية توصلت إلى الفعالية المخبرية للدواء". وأوضح المتحدث عينه، الذي يشغل رئيس قسم الإنعاش والتخدير بالمستشفى الجامعي في مراكش، أن "دراسات بحثية مختلفة أظهرت أن الكلوروكين يقلل من أعداد الفيروسات في الجسم، ويخفض معدلات الوفيات، وكذلك مدة الأعراض الخارجية، ويساهم في تقليل العدوى أيضا". وشدد البروفيسور المغربي على أن "بعض الباحثين يقودون حربا على عقار الكلوروكين في المقابل نظرا لأسباب عديدة، حيث ينتقد البعض بشكل مبالغ فيه المنهجية المعتمدة، من ناحية الافتقار إلى المنظور الطبي؛ لكنهم لا يحتكون بالمرضى، أو يعالجونهم في المستشفيات". وتابع الاختصاصي في قسم الإنعاش والتخدير بالقول: "يقومون بقراءة الأرقام والأوراق من مكاتبهم المغلقة، منتقدين المعايير المنهجية، إلا أنهم لا يعرفون أي شيء عن الممارسة الكلينيكية، وإنعاش المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا المستجد". لذلك، لفت المنشور التوضيحي إلى أن "الدراسات المنجزة لم تأت بأي جديد بالمقارنة مع الدراسات الملاحظاتية المتعلقة بفعالية الدواء بالنسبة إلى الحالات الحرجة"، مستدركا: "أبرزت هذه الدراسات بأن الكلوروكين دواء آمن في علاقته بالآثار الجانبية الناجمة عنه؛ وهو أمر معروف منذ أزيد من 70 سنة". ويوجد انقسام علمي بخصوص فعالية عقار "الكلوروكين"، بين مؤيد لاستعماله بدعوى عدم وجود مفاعيل جانبية كبرى، ومعارض لاستخدامه في المستشفيات بدعوى "أعراضه الجانبية"؛ ما أدى إلى تعليق مجموعة من التجارب السريرية بخصوصه. وكان فريق صيدلي صيني قد أعدّ دراسة عند تفشي المرض، خلصت إلى تشابه ميكانزمات "كورونا" مع نظيره "سارس" الذي انتشر سنة 2003، فأوصت بإدراج عقار "الهيدروكسي كلوروكين" ضمن قائمة الأدوية التي تجري دراستها للقضاء على الفيروس، ثم بدأت التجارب السريرية على العقار، فكانت نتائجه إيجابية، ليتم اعتماده من لدن اللجنة الوطنية للصحة في بلاد الصين خلال فبراير المنصرم.