قالت وصال المغاري، أخصائية نفسية ومديرة مركز "آنا فرويد" للعلاج النفسي والتنمية الذاتية، إن عدم المساواة بين الجنسين يُعدّ من الأسباب الرئيسية للتحرش الجنسي الذي يطال النساء في المغرب. وأوضحت المغاري، في مداخلة لها ضمن ندوة نظمها "منتدى الحداثة والديمقراطية" حول ظاهرة التحرش الجنسي، أن فئات من المجتمع ما زالت تضع الرجل في مرتبة أعلى من المرأة، وأن بإمكانه "يدير ما بغا"، لافتة الانتباه إلى أن مثل هذه الأفكار تؤدي إلى انبثاق مجموعة من الظواهر السلبية مثل التحرش الجنسي، الذي يعد عنفا ضد المرأة. وأضافت الأخصائية النفسية أن التمثلات التي تصور أن مكان المرأة هو البيت تجعل الأشخاص الذين يحملون هذه التمثلات يحمّلون المرأة مسؤولية التحرش الجنسي الذي تتعرض له في الفضاءات العامة، وفي أماكن العمل، مما يؤدّي إلى عواقب وخيمة عليها. وانطلاقا من تجربتها العملية، أوضحت المغاري أن المرأة التي تتعرض للتحرش الجنسي تشعر بأنها هي المذنبة، وأنها تتحمل مسؤولية ما تعرضت له، وينبثق هذا الإحساس، تضيف المتحدثة، إما من وعي المرأة نفسها، أو من المحيط المجتمعي الذي يحمّلها المسؤولية، مما يدفعها إلى الصمت وعدم الحديث عما تعرضت له من تحرش. "قد يصل الأمر إلى حد تعرض المرأة للاغتصاب، دون أن تقدر على الإفصاح عما تعرضت له، لأنها تدرك مسبقا أن أول تقييم سينصبّ حول دورها ومسؤوليتها فيما وقع لها"، تقول المغاري، مضيفة أن هناك نساء يتطلّب خروجهن من الصدمة سنوات، ومنهن من تلجأ إلى الانتحار بسبب تحميلها المسؤولية من طرف محيطها، ومن ثم شعورها بالعزلة الاجتماعية. وبالرغم من أن المغرب وضع قانونا لمحاربة العنف ضد النساء، تضمّن فصولا خاصة بالتحرش الجنسي، فإن المغاري ترى أن هناك ضعفا في العقوبات المنصوص عليها في حق المتحرشين، "بل إننا لا نسمع عن متابعتهم أمام القضاء"، مضيفة أن "العقوبات ليست حلا نهائيا، ولكنها وسيلة مهمة للتقليل من هذه الظاهرة". وتشير الإحصائيات الصادرة عن الأممالمتحدة إلى أن 40 إلى 60 في المائة من النساء في إفريقيا وفي دول الشرق الأوسط يتعرضن للتحرش الجنسي. وعلقت المغاري على هذا الرقم قائلة إن "السبب الأول للتحرش الجنسي في هذه الدول هو أن صورة المرأة لدى مجتمعاتها صورةٌ قدحية، ويُنظر إليها كشيء أو كأداة للمتعة".