أعلن مكتب عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، أن وفدا من المحكمة الجنائية الدولية بقيادة المدعية فاتو بنسودا وصل إلى البلاد في زيارة رسمية تمتد حتى ال21 أكتوبر الجاري. وقال المكتب في تصريح مكتوب تلقته وسائل الإعلام: "سيناقش الوفد خلال الزيارة سبل التعاون بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان بخصوص المتهمين الذين أصدرت المحكمة في حقهم أوامر قبض". وأكد مكتب رئيس الوزراء أن الوفد سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين السودانيين، بينما أكد متحدّث باسم المحكمة الجنائية الدولية أن "بنسودا ستكون مع وفد من مكتبها في الخرطوم على مدى الأيام القليلة المقبلة لبحث التعاون بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان". وصرح مصدر حكومي سوداني بأن المدعية ستبحث في الخرطوم، خلال زيارة تستمر ثلاثة أيام، تسليم الرئيس السوداني السابق عمر البشير وآخرين إلى المحكمة. وقال المصدر لوكالة فرانس برس: "فاتو بنسودا تصل الخرطوم اليوم السبت في زيارة تمتد لثلاثة أيام، تلتقي خلالها مسؤولين حكوميين لتبحث معهم تسليم عمر البشير وآخرين للمحكمة". وكانت المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال في حق عمر البشير واثنين من مساعديه، بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم حرب وضد الإنسانية أثناء النزاع في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي استمر بين 1989 و2004 وأسفر عن 300 ألف قتيل وملايين النازحين. وفي يونيو الماضي سلم على كوشيب، أحد المطلوبين للمحكمة، نفسه لها في دولة إفريقيا الوسطى المجاورة لإقليم دارفور. وفي فبراير الماضي أعلنت الحكومة السودانية التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالبشير في أبريل 2019 موافقتها على "مثول" المطلوبين لدى المحكمة الدولية أمامها. ولعقد، تجاهل الرئيس السوداني عمر البشير مذكرات التوقيف الدولية الصادرة في حقه. والبشير، الذي حكم البلاد ثلاثين عاما، موجود في سجن كوبر بالعاصمة السودانية الخرطوم، حيث تجري محاكمته؛ وقد صدر حكم أول في حقه في قضية فساد في ديسمبر، وقضى بسجنه لمدة عامين. ويحاكم البشير مع 27 شخصا آخرين بتهمة تدبير انقلاب 1989 الذي أطاح بالحكومة المنتخبة وقتذاك .