قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إن الوضع الاستثنائي الذي يعيشه المغرب مثل العديد من الدول جعل تدبير الجائحة يتسم بالضبابية؛ "فلا أحد يعرف ماذا سيقع خلال الشهر المقبل"، موردا أن عدد الإصابات والوفيات في ارتفاع مع مرور كل شهر. جاء ذلك اليوم الثلاثاء ضمن جواب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي عن سؤال محوري في مجلس المستشارين حول الدخول المدرسي والتكويني والجامعي 2021-2020. وشدد الناطق الرسمي باسم الحكومة على أن الضغط النفسي الذي انطلق منذ الحجر الصحي سببه الفيروس وليس الوضع التربوي في المغرب، معتبرا أن منح الأسر حرية الاختيار بين التعليم الحضوري وعن بعد في بداية الموسم احترام لقرارها. أمزازي سجل أن التعليم اليوم يعيش محنة بسبب الجائحة، والمطلوب هو التعاون لتجاوزها، "لأن القطاع ليس للوزير، بل للجميع، نقابات وأحزابا وغيرها، ويتطلب السير قدما"، داعيا إلى تجاوز ما وصفه ب"خطاب اليأس"، لأن الظروف تسمح بتجاوزه. وأوضح أمزازي أن الوزارة تسعى إلى ضمان تمدرس التلاميذ في أحسن الظروف، وهو ما تقف عليه لجان إقليمية، كاشفا أن "الاختلالات التي تم كشفها تجاوزت 90 مؤسسة لم تحترم البروتوكول الصحي، من أصل 5 آلاف تمت زيارتها خلال أسبوع". أمزازي، وهو يدعو النواب إلى تشكيل لجنة برلمانية للاطلاع على تفاصيل الدخول المدرسي، أورد أنه تم إعمال الجهوية والمقاربة المجالية في اختيار وتنزيل النمط التربوي الملائم، بتنسيق مع السلطات الترابية والصحية جهويا وإقليميا، في إطار مقاربة تشاركية، معلنا أنه تم ضمان جاهزية كافة المؤسسات التعليمية والتكوينية للانتقال من نمط تربوي إلى آخر على مدار الموسم الدراسي. وفي هذا الصدد قال وزير التربية الوطنية إنه تمت صياغة بروتوكول صحي مفصل تم تنزيله على مستوى جميع المؤسسات العمومية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية، بتنسيق وطيد مع السلطات الصحية لاستقبال التلاميذ في ظروف آمنة، مبرزا أنه تم وضع مسطرة تدبير حالات الإصابة بفيروس كورونا بالوسط المدرسي، وتعزيز التمييز الإيجابي لفائدة الوسط القروي وشريحة الأطفال الأكثر هشاشة. وفي مقابل تأكيد الوزير أمزازي أنه لم تسجل إلى حدود الساعة أي بؤرة مدرسية، تساءل: "ألم يساهم الدخول المدرسي في الحد من تفشي الوباء؟ وذلك بفضل التدابير والإجراءات الاحترازية وكذا حصص التوعية والتحسيس التي قام بها الأساتذة"، موضحا أن نمط التعليم المعتمد في هذه الظرفية الاستثنائية مكن من فتح إمكانية التدريس في مجموعات صغيرة من التلاميذ بفضل نظام التناوب، وكذا من تشجيع التعلم الذاتي المؤطر من طرف الأساتذة، وهو ما سيساهم في تعزيز دورهم كميسرين لاكتساب المعارف والمهارات.