ظاهرة خُرافية مازالت حاضرة في المجتمع المغربي تُسهم بدورها في تنامي حالات اختطاف الأطفال، الموضوع المثير للجدل في الفترة الأخيرة. ويتعلق الأمر بفئة محددة من الأطفال يتميزون ببعض "السمات الجسدية"، يُطلق عليهم لفظ "الزُّهري"، يُستغّلون من قبل المشعوذين في عملية "استخراج الكنوز". وأعادت حادثة قتل الطفلة "نعيمة" بضواحي زاكورة موضوع نبش الكنوز إلى الواجهة باستعمال "وصفات سحرية"، بعدما تم إلقاء القبض على المشتبه فيه بارتكاب الجريمة، لا سيما أن المعني يمتهن البحث عن الكنوز، ما أثار موجة استياء عبر الشبكات الاجتماعية إزاء استغلال الأطفال الأبرياء في عمليات الشعوذة. ويُعَرَّفُ "الزّهري" لدى عصابات النبش عن الكنوز بأنه الطفل الذي كف يدّه يتّسم بخط متصل يقطع راحة يده بشكل عرضي، وخط آخر يقطع لسانه بشكل طولي، ويشترط ألا يتعدى سنّه العاشرة، حيث يُستخدم هذا "الطفل المثالي" الذي يتوفر على صفات تنعدم لدى الأطفال الآخرين في العثور على النفائس المدفونة في باطن الأرض. وبعد الانتهاء من الطقوس الخرافية التي يقوم بها الخاطفون، يتم قتل هؤلاء الأطفال قصد طمس معالم الجريمة، أو إعادتهم إلى أماكن سكناهم؛ لكن احتمال ذلك ضعيف للغاية في غالب الأحيان، أو يتم بيعهم إلى عصابات أخرى تنشط في مجال التنقيب عن الكنوز. وفي هذا الصدد، قالت نجية أديب، الناشطة الحقوقية، إن "الدولة لا تتحمل مسؤولية هذه الجرائم التي تقع في المجتمع، بل يجب استحضار مسؤولية الأسر أيضا، بحيث تغيب ثقافة التحسيس في الوسط العائلي، ويُترك الأطفال في الشارع، فضلا عن عمليات الاختطاف التي تتم أمام المدارس والمستشفيات". وأضافت أديب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنها اشتغلت على ملفات كثيرة تخص موضوع نبش الكنوز، بينها ملف يعود إلى سنة 2008 بعد اختفاء طفل صغير مازال مفقوداً إلى حد الساعة، يقال إنه "زهري" حسب الاعتقاد الشعبي. وأوضحت رئيسة جمعية "ما تقيش أولادي" أن "عصابات البحث عن الكنوز تعمد إلى الاستعانة بخدمات بعض النساء قصد إعداد لوائح بأسماء الأطفال "الزهريّين"، الذين يشترط فيهم ألا يبلغوا سن الرشد، موردة: "يتم اقتياد هؤلاء الأطفال إلى مكان الجريمة، اعتقاداً من المجرمين أن الجنّ يطلب قطرات من الدم، أو الضحية كلها، قصد استخراج الكنز".