علمنا من مصدر مطلع أن مجموعة مدارس الخيايطة - فرعية اولاد زيان نيابة برشيد، تعرضت أول أمس لهجوم مسلح « السلاح الأبيض» ، من طرف أربعة أشخاص ملثمين جاؤوا على متن سيارة رباعية الدفع ، حيث اقتحموا أقساما في مشهد سينمائي غير مألوف لدى التلاميذ، الذين انخرطوا في موجة هيستيرية من الهلع. المهاجمون قاموا بتفتيش أيادي والتدقيق في أعين الأطفال بحثا، فيما يبدو ، عن أطفال «زهريين» . ولحسن الحظ لم يجدوا المواصفات المطلوبة، حيث غادروا المكان قبل أن يشيع الخبر بين ساكنة الدواوير المجاورة ، التي هرعت إلى عين المكان ليحل رجال الدرك الملكي بالمنطقة، والذين قاموا بمحاولة استفسار التلاميذ عن الحادث، إلى أنهم لم يتمكنوا من الكلام من شدة الرعب الذي أصابهم. وفيما أكدت مصادر مطلعة الخبر؛ نفت مصالح النيابة علمها بالواقعة، وأفادتنا مصادرنا أن تحقيقا معمقا قد فتح بشأن الحادث، بالموازاة مع امتناع عدد من التلاميذ عن الالتحاق بالمدرسة خوفا من تكرار المشهد، خاصة وأن مجموعة منهم من شدة الصدمة، انخرطت في موجة بكاء، بعد محاولة دفعها إلى الحديث عن الواقعة. يذكر أن مناطق عدة بالبلاد، تعرف، بين الفينة والأخرى، ظاهرة اختطاف أطفال يتميزون ببعض الصفات والعلامات الجسدية والذين يطلق عليهم وصف « زُهْري »، من طرف عصابات ومشعوذين يحاولون حسب معتقداتهم أن يستخرجوا بواسطة هؤلاء الأطفال « الكنوز » الموجودة في الجبال والمناطق النائية خاصة في جنوب المغرب. ويتميز الطفل «الزُّهْري»بصفات يقل وجودها عند غيره من الأطفال، وهي الصفات التي يُقبل عليها المشعوذون بكثرة من أجل استعمالهم وتوظيفهم في عمليات يدعون أنها لاستخراج كنوز مدفونة تحت الأرض في أماكن يحرسها الجن. وتتمثل هذه العلامات المميزة للطفل «الزهري» بكف يده اليمنى التي يوجد بها خط مستقيم ومتصل يقطعها بشكل عرضي، ولسانه يكون «مقسوماً»بخط طولي أيضاً يوزعه إلى قسمين، وتتميزعيناه ببريق خاص وتكون نظرة العين اليمنى كأنها تصب في العين اليسرى، فضلاً عن صفات أخرى يدركها الدجالون والسحرة. ويعتقد كثير من السحرة والمشعوذين في المغرب أن الطفل «الزهري»ينتسب إلى ذرية الجن، لكنه استُبدل حين ولادته بمولود من بني البشر، لهذا يكون هذا الطفل مميزاً ومقرباً إلى الجن ولا يخشى منه، ويستطيع بحدسه العالي أن يرى أشياء لا يدركها الإنسان العادي، ومن ثَم دوره الرئيسي في استكشاف أماكن وجود الكنوز المدفونة في بواطن الأرض ببعض المناطق المهجورة في بعض المدن الجنوبية، خاصة في منطقة سوس. ويظن هؤلاء المشعوذون أن الأطفال «الزهريين»يستطيعون بتلك القدرات التي لديهم أن يقتربوا من الكنوز المرصودة والمحروسة من طرف الجن، ويحملونها بأيديهم دون أن يتعرضوا للأذى، بينما إذا ما قام هؤلاء المشعوذون والسحرة بذلك، فحينها يتعرضون لأقسى العقاب مثل نفيهم إلى مكان سحيق، وفق معتقداتهم الباطلة.