اختتم حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم الأحد بمدينة آيت ملول، سلسلة لقاءات "100 يوم 100 مدينة"، البرنامج الكبير الذي كان قد أطلقه قبل حوالي سنة وشمل زيارة مائة مدينة صغيرة ومتوسطة بمختلف جهات وأقاليم المغرب. وقال عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، إن قافلة مائة يوم مائة مدينة التي انطلقت قبل عام من دمنات تعتبر "أكبر مبادرة إنصات للمدن في تاريخ الأحزاب السياسية بالمغرب". وأضاف أخنوش في كلمة تضمنت رسائل إلى خصومه السياسيين: "عندما انطلق هذا البرنامج، اعتقدت بعض المكونات أن هدفنا هو النقد الهدام وتبخيس عمل المسؤولين المحليين، لكن تبين للجميع أن هدفنا هو فتح نقاش واسع للإنصات إلى تطلعات الساكنة". وقدم عزيز أخنوش، في كلمته الختامية، خلاصات إنصات حزب التجمع الوطني للأحرار لأكثر من 35 ألف مواطن ومواطنة في 100 مدينة، موردا أن تنظيم "قافلة الأحرار" بهذا الحجم لم يكن سهلاً بل تطلب مجهودات كبيرة على مستوى اللوجستيكي، مضيفا أن أعضاء الحزب من مختلف الهيئات والأقاليم والجهات قاموا بعمل كبير لإنهاء هذا البرنامج. وتابع أخنوش أنه رغم تداعيات فيروس "كورونا" ومنع التجمعات، بادر "الأحرار" إلى خلق الحلول من أجل استكمال أشغال القافلة نظرا لالتزامه المسبق بهذا البرنامج، معتبرا أن "الحزب لا يمكن أن يُمثل المغاربة إلا إذا أبدع وتجاوز كل الظروف وأوفى بالتزاماته". وأشار "كبير التجمعيين" إلى أن "المدن تحظى بعناية خاصة من قبل جلالة الملك محمد السادس الذي يعطي توجيهاته من أجل تنميتها، وبفضل الرؤية المولوية أعطيت إمكانيات كبيرة للمدن، واليوم توجد فلسفة جهوية متقدمة شكلت رافعة للتنمية المجالية لكن يبقى تنزيلها رهينا بالتدبير والحكامة المحلية، ورهينا بقدرة النخب المحلية على إشراك الساكنة في اختيار وتنزيل المشاريع والبرامج التنموية". وقدم أخنوش خلاصات "قافلة مائة يوم مائة مدينة"، في ختام محطتها الأخيرة، وقال إن "المواطن المغربي يريد اليوم مسؤولا سياسيا ينصت إليه ويستمع إلى همومه ومشاكله. وفي إطار زمن التواصل، فالمواطن يريد أن يتواصل بخصوص التدبير اليومي لمحيطه وحيه ومدينته". وأقر الفاعل الحزبي بأن غالبية المغاربة يرون أن السياسيين لا ينصتون إليهم ولا يستشيرونهم، وقال: "لا يمكن أن نستمع إلى المواطنين فقط في الحملات الانتخابية وبعد ذلك نتأسف لضعف نسبة المشاركة في الانتخابات"، مضيفا أن المغرب اليوم "يحتاج إلى الصراحة والجرأة وكل واحد يتحمل مسؤوليته". ودعا أخنوش إلى مضاعفة العمل الحزبي لتجاوز الثقة المفقودة اليوم في السياسة ولإقناع المواطنين بضرورة المشاركة السياسية، مبرزا أن "صعود قافلة مائة يوم مائة مدينة إلى الجبال والإنصات إلى جميع المشاركين فيها لم يكن عملا سهلا". وكشف أخنوش أن خلاصات القافلة الحزبية سيتم تجميعها في كتاب يحمل اسم "مسار المدن" سيصدر قبل متم السنة الجارية، مشيرا إلى أن "مسار المدن" من تأليف المواطنين الذين استمع إليهم برنامج الحزب، وسيتضمن خلاصات كل مدينة وشهادات وتجارب واقتراحات المواطنين للنهوض بمدنهم. وشدد رئيس التجمع الوطني للأحرار على أن حزبه سيدافع عن خلاصات البرنامج من أي موقع تدبيري كان فيه، وسيركز على "إصلاحات القطاعات ذات الأولوية حسب الخصوصيات المحلية لكل مدينة، لأن المشاكل تختلف من مدينة إلى أخرى". وخلص أخنوش إلى أن القافلة الحزبية أكدت أن قطاعات التعليم والصحة والتشغيل ذات أولوية وأهميتها ازدادت مع أزمة كورونا، مشيرا إلى أن "المغرب تقدم في كثير من المجالات لكن الفوارق بين المدن الكبيرة والصغيرة والمتوسطة ما تزال قائمة". وأردف أخنوش أن "برنامج 100 يوم 100 مدينة" ركز أساسا على المدن المتوسطة التي تعاني من ضعف الميزانية والنمو في وقت تستفيد فيه المدن الكبرى من المخططات الوطنية، مشيرا إلى أن الشباب في المدن المتوسطة هم الفئة الأكثر تضررا. وأضاف أخنوش أن "مثل هذه المدن تفتقر إلى نواة جامعية، علما أن العديد من شباب المنطقة لا يتوفرون على إمكانيات للتنقل إلى مدينة كبيرة لإتمام الدراسة، وخصوصا في حالة عدم التوفر على منحة دراسية". وأبرز زعيم "الأحرار" أن غياب بديل عن الدراسة في حالة الانقطاع يدفع الشباب إلى الإحباط والانحراف، داعيا إلى توفير فرص بديلة من قبيل الشغل والتكوين المهني ومراكز الدعم وملاعب القرب ودور الشباب، حتى يستطيع الشاب أن يجد متنفساً ويفرغ طاقاته. وعلى مستوى قطاع الصحة، شدد أخنوش على أن المواطنين الذين شاركوا ضمن القافلة ينتقدون واقع الصحة وعدم فعالية نظام "راميد"، ويطالبون بتوفير الأدوية، بالإضافة إلى شكواهم من قلة المستشفيات والمراكز الصحية بالمدن وافتقارها على علتها إلى الأطر الطبية. وقال الفاعل السياسي إن المواطن المغربي يحس ب"الحكرة" في المستشفيات العمومية، ويريد اليوم معاملة محترمة ولم يعد يقبل باستقباله من قبل حارس الأمن الخاص بالمستشفى العمومي. وتطرق أخنوش إلى معاناة المرأة المغربية في "المغرب العميق" خلال فترة الولادة، خصوصا في ظل بعدها عن المراكز الصحية المؤهلة. كما انتقد ما آلت إليه المدرسة العمومية اليوم، وقال إن الناس يحنون إلى مدرسة الستينات والسبعينات، وأكد وجود تأخر كبير في قطاع التعليم، لكنه شدد على أن القطاع شهد خلال السنتين الماضيتين برامج فعالة في عهد الحكومة الحالية والوزير سعيد أمزازي، الذي قال إنه يقوم "بمجهود كبير، لكن إرث القطاع يتطلب وقتا حتى نصل إلى المستوى الذي يريده أولادنا".