في ظرف أقل من أسبوع نظم حزب “التجمع الوطني للأحرار” محطة جديدة من محطات القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، فبعد لقاء مراكش لنهاية الأسبوع الماضي، نظم الحزب لقاء جديدا، زوال اليوم الجمعة بمدينة اليوسفية، في احترام تام لإجراءات الحجر الصحي و التباعد الاجتماعي، بعد تنظيمه بشكل تفاعلي عبر منصة تواصلية خاصة باستعمال شبكة الانترنيت، في انتظار أن يتم تعميم التجربة على المدن الأربعين المتبقية من مبادرة “100 يوم 100 مدينة” التي تم إيقافها منتصف مارس الماضي، بفعل قرار حالة الطوارئ الصحية. و عرف اللقاء حضور عضو المكتب السياسي محمد القباج، الذي يشغل أيضا مسؤولية المنسق الجهوي للحزب بجهة مراكشآسفي، الذي تحدث بإسهاب عن مدينة اليوسفية المهمشة وقال في كلمته: “إذا كانت اليوسفية مدينة مهمشة فإننا لم نهمشها داخل حزب التجمع الوطني للأحرار و نظمنا فيها لقاء من برنامج 100 يوم 100 مدينة، في ثاني تجربة بعد لقاء مراكش، فتوجيهات الرئيس عزيز أخنوش هو الاستمرار في إتمام هذا البرنامج بصيغة أخرى”. وأنهى القباج كلامه قائلا: “.. ما نريده هو أن نخرج مدينة اليوسفية من التهميش، فهذه المدينة يجب أن توفر فيها فرص الشغل على غرار جميع المدن المتوسطة، حتى يعيش ساكنتها في أمان و تسير في تقدم إلى الأمام”. عضو المكتب السياسي للحزب لحسن السعدي، و رئيس الفدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، قال في كلمة له في اللقاء أن حزب التجمع الوطني للأحرار “أصر أن يستمر برنامج 100 يوم 100 مدينة رغم ظروف الحجر الصحي”، وتابع: “… ما نريده هو أن يبقى النقاش حول المستقبل، و ها نحن نلاحظ كيف أن المشاركين في أشغال الورشات ناقشوا بكل حرية مشاكل مدينة اليوسفية و اقترحوا حلولا لها”. و استرسل ذات المتحدث: “… الاستماع و الانصات هما أصعب بالنسبة للفاعل السياسي من الفعل في حد ذاته، غير أننا نحن في التجمع الوطني للأحرار قررنا الاستماع لساكنة جميع المدن، و سيكون برنامجنا هو برنامجكم و تصورنا هو تصوركم، حيث سنعتمد على خلاصات التقرير الذي سيتوصل به المكتب السياسي بخصوص المدينة، حيث أن هذا التقرير يتوفر على مشروعية النقاش و الاشراك”. سعد برادة، عضو المكتب السياسي، ألقى بدوره كلمة في الجلسة الختامية للقاء، أكد من خلالها أن “الحزب استمر في الاشتغال و العمل رغم ظروف الجائحة، حيث وجد الحزب حلا لتوقف برنامج 100 يوم 100 مدينة منتصف مارس الماضي بسبب إعلان حالة الطوارئ الصحية، من خلال تنظيم لقاءات تفاعلية حتى يبقى الحزب في تواصل مستمر مع المواطنين”. وتابع برادة: “… هدفنا هو أن نستمع للجميع و أن نعود إليكم لاحقا بالحلول التي اقترحتموها، خاصة و أن هناك طاقات هائلة بمدينة اليوسفية، وما علينا سوى أن نضع اليد في اليد لإيجاد بدائل في مختلف القطاعات، و كل ما نريده من الشباب هو أن يتقدموا للصفوف الأمامية للاشتغال”. و في كلمة مماثلة أكد عضو المكتب السياسي عبد الرحمان اليزيدي أن تنظيم لقاء من لقاءات برنامج “100 يوم 100 مدينة” في ظل الظروف التي تعيشها البلاد “يؤكد مصداقية الحزب و توجهه الذي سبق و أن عبر عنه في كتاب مسار الثقة، الذي ركز بالأساس على قطاعات الصحة و التعليم و الشغيل، و هي القطاعات نفسها التي ركز عليها المشاركون في أشغال الورشات التفاعلية لمدينة اليوسفية”. و ركز اليزيدي في مداخلته على بعض المشاكل التي تعاني منها المدينة، وقال: “… لمست في خطاب الشباب أنهم يشعرون بنوع من التهميش و الحكرة، فرغم أن مدينة اليوسفية مدينة غنية بمواردها المعدنية غير أن الواقع يؤكد أنها مدينة فقيرة”، ومما زاد من ذلك -يقول اليزيدي- أنه “يتم استقطاب يد عاملة من خارج المدينة للاشتغال في المكتب الشريف للفوسفاط في اليوم الذي يتم فيه تجاهل أبناء المدينة”. و شهد اللقاء كذلك كلمة لأحمد العاجلي، المنسق الاقليمي للحزب بمدينة اليوسفية، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن هذا اللقاء التفاعلي يأتي لاستكمال برنامج “100 يوم 100 مدينة”، في إطار تجربة فريدة من نوعها، من أجل التواصل بين الحزب و قواعده، رغم الظروف التي تعرفها البلاد المتسمة بالحجر الصحي و حالة الطوارئ. ونبه العاجلي في كلمته الافتتاحية أن مدينة اليوسفية تعاني من العديد من المشاكل، خاصة ما يرتبط بالقطاع الفلاحي، باعتبار السنة الحالية سنة جفاف، مما يؤكد على “ضرورة تظافر الجهود للتزويد بالماء و توفير فرص الشغل و النهوض بالإقليم من خلال عدد من المجالات خاصة ما يرتبط منها بالماء و توفير البنيات التحتية و صرف المياه العادمة”.