قالت جليلة مرسلي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار: "من خلال برنامج 100 يوم 100 مدينة، الذي ينظمه الحزب في الوقت الراهن، تبيّن أن هناك احتياجات وانتظارات مشتركة لدى جميع المغاربة، خصوصا ما يرتبط بالولوج إلى الخدمات الصحية، ومشاكل التشغيل والبطالة، إلى جانب احتياجات محلية تخصّ كل مدينة أو منطقة على حدة". وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن "حزب التجمع الوطني للأحرار يرى أن الانطلاق من الخصوصية التي تميّز كل مدينة يُمكن أن يُحدث الفرق"، مستدركة بأن "الخصوصية هنا لا تعني الأمور السلبية فقط، بل تمثّل أيضا ما يُمكن اعتباره هوّيّة خاصة بمدينة ما، وينبغي تطويرها والاعتماد عليها لجعلها قاطرة نحو التحول الإيجابي والتنمية داخل المدينة، صغيرة كانت أو متوسطة". وأوضحت مرسلي، في تصريحها على هامش مشاركتها في اللقاء المنظم بمدينة أبي الجعد ضمن برنامج "100 يوم 100 مدينة"، أن "هذا الورش الذي أطلقه حزب التجمع الوطني للأحرار يهدف إلى الإنصات وفتح التشاور الجماعي مع ساكنة المدن المتوسطة والصغيرة، بهدف الوقوف على الحاجيات وتحديد آفاق التنمية، في أفق تقديم عرض سياسي يرتكز على المدينة الصغيرة أو المتوسطة، وجعلها في قلب التنمية". وقالت جليلة مرسلي إن "للمدن الكبرى اهتمامات كبيرة ومطلوبة، لكن في المقابل هناك تهميشا للمدن الصغيرة والمتوسطة، وحزب التجمع الوطني للأحرار يحاول رصد مواطن الخلل بالنسبة للتنمية انطلاقا من هذه المدن، وهذا من شأنه إحداث التغيير في التنمية على المستوى الوطني ككل". أما عبد الرحيم الشطبي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة بني ملالخنيفرة، فقال في كلمة ألقاها خلال افتتاح اللقاء الذي احتضنته القاعة المغطاة بأبي الجعد، عشية السبت، إن "هذه المدينة تُعتبر من المدن الرائدة على المستوى الوطني، وأعطت الشيء الكثير، لكنها لم تأخذ ما تستحق مقابل عطائها". وأضاف الشطبي، في حديثه إلى الحاضرين من سكان مدينة أبي الجعد، "لقد أتينا اليوم لغرض واحد، وهو الإنصات ومشاركة سكان المدينة همومهم، والتعرّف على مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ولو أن جماعة أبي الجعد تشتغل نحو الأحسن في الآونة الأخيرة، إلا أن هناك عملا كثيرا ينتظر هذه المدينة بما يخدم هموم الساكنة". بدوره، خليفة المجيدي، المنسق المحلي لحزب التجمع الوطني للأحرار بأبي الجعد، قال في كلمته: "هناك من سيربط النشاط بالانتخابات وتهافت الأحزاب على المواطنين، لكن قافلة 100 يوم 100 مدينة تُعتبر ورشا لتدقيق المنجزات وتزكيتها، وورشا أيضا لتقصي المشاكل والمعيقات والإكراهات بهذه المدينة، ومناسبة مهمة لاقتراح وتعديل وطرح البدائل". وأضاف: "لم نأت اليوم لتقديم الوعود وصكوك الغفران، ولكن جئنا بروح وطنية خالصة لننصت إليكم، ونتحسس ونتعرف على حاجياتكم واستقبال أولوياتكم وتصوراتكم لبناء مدينتكم"، مذكرا في الوقت ذاته بما وصفها بالمنجزات على مستوى مدينة أبي الجعد، المتمثلة في "البينات التحتية، وتخليق الإدارة، وتعزيز نظافة المدينة وتنشيطها رياضيا وثقافيا وفنيا". أما سعد الدين برادة، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، فقد لخّص كلمته في الإشارة إلى أن "ما يقال ويلخص ويناقش في هذا اللقاء سيصل بالتأكيد إلى المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، من أجل الانطلاق منه في عملية تسطير مشروع الحزب في الانتخابات القادمة، سواء ما تعلق بالأفكار أو الخلاصات أو الاقتراحات". من جانبه، رحّب حميد العرشي، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم خريبكة، بجميع الحاضرين والمشاركين في اللقاء، قبل أن يشير إلى أن "قافلة الحزب تتشرف بالوصول إلى مدينة أبي الجعد المناضلة، باعتبارها مدينة الأولياء والصالحين، من أجل الاستماع إلى سكانها ونقل همومهم وانتظاراتهم". وأضاف العرشي أن "اللقاء يدخل في إطار إيمان حزب التجمع الوطني للأحرار بسياسية القرب"، موردا: "ندعم هذا البرنامج الحزبي الطموح الذي يرتبط بالتنمية المستدامة، حتى يسير التماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي جنبا إلى جنب"، مشدّدا على أن التجمعيين "هم آذان صاغية للمواطنين، من أجل حلحلة مشاكلهم وإكراهاتهم، انطلاقا من التوصيات التي تسطرها مثل هذه اللقاءات". وعرف اللقاء مشاركة حوالي 650 شخصا من سكان مدينة أبي الجعد والمناطق المجاورة لها، ذكورا وإناثا، الذين ناقشوا المشاكل المحلية والوطنية التي تشغل بالهم بغية إيصالها إلى قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال منظمي اللقاء بأبي الجعد. ولتحقيق الهدف المسطّر، انتظم المشاركون في اللقاء على شكل مجموعات مصغّرة، وعملوا في إطارها على مناقشة وجرد المشاكل والمواضيع التي يرون أنها تشكل هاجسا لديهم وتحظى بالأولوية في برامج الإصلاح الراهنة والمستقبلية، وذلك عبر ملء استمارات مخصصة لذلك الغرض وتفريغها في لوائح نهائية. وقال عدد من المشاركين والمشاركات في النشاط إن هذا اللقاء شكّل مناسبة مهمة للتعبير عن همومهم وانتظاراتهم من حزب التجمع الوطني للأحرار بكل هياكله المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، خاصة ما يرتبط بالصحة والتشغيل والتعليم والبنيات التحتية، بهدف معالجتها وإيجاد حلول سريعة لها. وعن المواضيع التي طرحت على طاولة النقاش، مشاكل الصحة، والتشغيل ومحاربة البطالة، والنقل، والرياضة، والطرق والتجهيزات، والتمثيلية الحزبية وصوت المواطن، والحريات، والتعليم، والشباب، والثقافة والفن، والإدارة، والفقر ومحاربة الفوارق الاجتماعية، والحياة العامة في المدينة، والبيئة ومعالجة النفايات ومياه الصرف الصحي. يُشار إلى أن اللقاء عرف، إلى جانب جليلة مرسلي وسعد الدين برادة وعبد الرحيم الشطبي وخليفة الماجدي وحميد العرشي، حضور ومشاركة حنان غزيل، المنسقة الجهوية لمنظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملالخنيفرة، ورشيد أقراي، المنسق الجهوي لهيئة مهنيي الصحة بجهة بني ملالخنيفرة، وعدد من التجمعيّين والتجمّعيات محليا وإقليميا وجهويا.