يخوض ناشطان من الحراك الاحتجاجي الشعبي في الجزائر، أوقفا احتياطيا منذ 27 غشت الماضي، إضراباً عن الطعام للتنديد بسجنهما التعسفي، وفق ما أفادت به محامية أحدهما. وقالت المحامية زبيدة عسول لوكالة فرانس برس إن "محمد تاجديت ونور الدين خيمود ينفذان إضراباً عن الطعام منذ 28 غشت لأنهما يعتبران أن سجنهما تعسفي ولا أساس له". وأُوقف الناشطان في ضاحية العاصمة الجزائر، في 23 غشت، ووضعا رهن الاعتقال الاحتياطي بعد أربعة أيام، متهمين ب"التحريض على التجمع غير المسلح" و"منشورات قد تمسّ بالوحدة الوطنية". وفي تحدٍّ لحظر تنظيم تظاهرات عامة ،أعلنت عنه السلطات منذ مارس المنصرم مع بدء تفشي وباء "كوفيد-19" في البلاد، شارك محمد تاجديت، في 21 غشت وسط حي القصبة الشعبي في العاصمة، في تجمع ونشر مقطع فيديو منه على صفحته على موقع "فيسبوك"، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية. وتلقّب بعض الصحف محمد تاجديت "شاعر الحراك"، بسبب قصائده التي يلقيها على أدراج المسرح الوطني في العاصمة. وسبق أن أُوقف في نوفمبر وحكم في ديسمبر بالسجن 18 شهراً بتهمة "الاعتداء على المصلحة الوطنية". وخرج من السجن مطلع يناير ضمن موجة إفراج عن سبعين شخصاً مسجونين في إطار "الحراك". لكن القضاء الجزائري كثّف في الأشهر الأخيرة الملاحقات القضائية والإدانات في حق ناشطي "الحراك" والمعارضين السياسيين والصحافيين والمدونين. وفي العاشر من غشت، حُكم على الصحافي خالد درارني بالسجن ثلاث سنوات لتغطيته تظاهرة للحراك الذي هزّ البلاد مدى أكثر من عام حتى تعليق التجمعات منذ بضعة أشهر بسبب تفشي وباء "كوفيد-19". وتُعقد جلسة استئناف الحكم على درارني، الذي تطالب منظمات كثيرة بالإفراج عنه، في الثامن من سبتمبر. وبحسب تعداد للجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، وهي منظمة مدافعة عن حقوق المعتقلين، ما يزال هناك حوالي أربعين "سجين رأي" خلف القضبان في الجزائر.